نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية اليوم الثلاثاء، مقالا تحت عنوان (مصر ما بعد مبارك)، تناولت فيه التكهنات المطروحة حول مستقبل مصر والمصريين خلال الفترة المقبلة واصفة الوضع الراهن بأنه على المحك. وناقشت الصحيفة فرص التنافس بين مبارك أو نجله جمال والدكتور محمد البرادعي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011. وقالت الصحيفة الأمريكية "إن سفر الرئيس مبارك إلى ألمانيا في مطلع مارس لإجراء جراحة لاستئصال الحوصلة المرارية، لم يكن أمرا عاديا أو مجرد عملية جراحية تجرى لرجل في ال 81 من العمر بل اعتبرتها إعلان واضح للجميع أن فترة حكم مبارك التى امتدت 29 عاما بدأت في الأفول". وذكر المقال أن قانون الانتخابات في مصر يجعل فوز مبارك أو خليفته أمرا متوقعا خلال الانتخابات المقبلة حتى وأن اقترن ذلك بوصول محمد البرادعي المنافس الأكثر جدية إلى الساحة السياسية في مصر، الذى نجح في إيجاد حالة من الحراك السياسي التى لم تشهدها القاهرة من قبل منذ عقود. ويرى ديفيد اوتواى، كاتب المقال ومدير مكتب صحيفة واشنطن بوست في مصر من 1981 حتى 1985 أن مصر والمصريين على المحك لأن الانتخابات المقبلة تمثل لهم أول فرصة ممكنة لانتخابات تتساوى فيها الفرص بين المرشحين، وقال "إن مثل تلك الفرصة تمثل دفعة لتحقيق ديمقراطية حقيقية في البلاد، بالإضافة إلى كونها فرصة لاستعاد مصر لمكانتها بين الدول العربية". كما اعتبر كاتب المقال، أن الدكتور محمد البرادعي (67 عاما)، هو أفضل أمل لمصر منذ وقت طويل لتنشيط نظامها السياسي الراكد منذ نصف قرن، ولاستعادة مكانتها في المنطقة العربية، وقارن الكاتب بين البرادعي والرئيس الراحل أنور السادات باعتبار أن كليهما أصلع الرأس ويرتدي نظارات طبية وحاصل على جائزة نوبل للسلام. وأشار اوتواى إلى أنه بالرغم من سعي مبارك إلى تحقيق إصلاحات اقتصادية من خلال حكومة الدكتور أحمد نظيف التى حققت معدلات نمو بلغت 7.2% العام الماضي، إلا أن 40% من سكان مصر يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، كما أن الفجوة اتسعت بين الأغنياء والفقراء ووصلت إلى معدلات خطيرة. ويرى الكاتب أن مبارك الآن منشغل باحتواء جماعة الإخوان المسلمين التى سمح لها بخوض الانتخابات البرلمانية الماضية، لتفوز ب 88 مقعدا من أصل 454، وتصبح كتلة المعارضة الرئيسية في البرلمان مشيرا إلى إطلاق مبارك أيدي الأجهزة الأمنية لتحجيم دور الجماعة السياسي من خلال اعتقال 350 قياديا من بينهم 5 من أعضاء مكتب الإرشاد. وقال الكاتب الأمريكي "إن أعضاء نافذين بالحزب الوطني أخبروه، أن وجود البرادعي على الساحة السياسية في مصر، سيدفع مبارك للترشح للانتخابات المقبلة في 2011، وهو ما يعنى أن فرص مصر للفوز بانتخابات برلمانية ورئاسية تنافسية بحق باتت معتمة" على حد تعبير المقال. واعتبرت الصحيفة أن محاولات الحكومة لإصدار قانون جديد للجمعيات الأهلية، محاولة جديدة لقمع كافة الأطراف على الساحة السياسية والحقوقية في مصر، حيث يهدف القانون الجديد للسيطرة والحد بشكل كبير من قدرة منظمات المجتمع المدني من مراقبة الأنشطة السياسية. وقالت الصحيفة "إن البرادعي يعد التحدي الحقيقي الوحيد أمام عائلة مبارك القابضة على السلطة في مصر، ويسعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية إلى إجراء تعديلات دستورية تسمح له بالترشح في الانتخابات المقبلة خاصة أن الشروط الحالية تتطلب حصول المرشح للانتخابات الرئاسية على تأييد 65 عضوا من مجلس الشعب، و25 عضوا من مجلس الشورى، و10 أعضاء من المجالس المحلية، وجميعها خاضعة لسيطرة الحزب الوطني".