خلف الصراع الرمضانى المحتدم والمتجدد سنويا على اهتمام المشاهدين وجذبهم إلى الشاشة الصغيرة، يختبأ صراع أخطر وأقوى بين شركات الإنتاج على من يجذب النجوم لمسلسلاتهم وصراع أشد ضراوة بين النجوم على لقب الأغلى.. «الشروق» تفتح ملف أجور النجوم باحثة عن الحقيقة المختبئة وراء هذه الأرقام المتباينة من حين إلى آخر وكيف يحدد المنتجون أجور أبطال أعمالهم وكيف ترتفع وهل هى تزيد دوما فقط أم أنها قابلة للتخفيض وفق الظروف المحيطة. «المشكلة لا تكمن فى أجور نجوم الصف الأول، ولكن الأزمة فى أجور الصف الثانى». هكذا بادرنا المنتج أحمد الجابرى قبل أن يقول إن الأجر الذى يطلبه النجم هو حقه فكل ما يقدمه فى العام هو عمل واحد ونحن نبيع باسمه، والعمل بالنسبة لنا هو اسم النجم، ولا عمل بدون اسم كبير يتحمل مسئولية تسويقه، والنجم الكبير فى حقيقة الأمر مظلوم، وسبب الأزمة كلها هم نجوم الصف الثانى الذين رفعوا أجورهم هذا العام لتصل إلى 800 ألف ومليون جنيه، وهم يقدمون ثلاثة أو أربعة أعمال أى أنهم تقريبا يصلون لنفس ما يجنيه النجم وهم بعيدا عن دائرة الضوء والتركيز على ما يكسبونه والواقع أنهم يعطلون أعمالنا ويضطروننا للتنسيق مع الأعمال الأخرى، وننتظرهم أحيانا كثيرة كى نبدأ التصوير. وحول كيف يستعيدون نقودهم من المسلسل أكد الجابرى أنها دورة تستغرق عامين كاملين، وقال إن العام الماضى كان من الأعوام الصعبة على الدراما المصرية خصوصا أنها تتكلف كثيرا جدا نتيجة للأجور. وأشار الجابرى إلى أنه يقدم هذا العام عملين فقط هما «شيخ العرب همام» مع الفنان يحيى الفخرانى، و«بيت الباشا» بطولة صلاح السعدنى. أما المنتج عصام شعبان فيؤكد أن الأجور هى قصة عرض وطلب والنجم الذى يتم طلبه لبطولة مسلسل من حقه تحديد الأجر الذى يراه مناسبا له، ومن حقه رفع أجره كل عام مادام كان عليه الطلب، ومادام يحقق النجاح للأعمال التى يشارك فيها، وعموما النجم الذى يبيع مسلسله أكثر من غيره أنا كمنتج أبحث عنه، ولكن الزيادة فى الأجر يجب أن تكون معقولة بنسب وحتى الصف الثانى والثالث كانت زيادتهم بنسب معقولة تتراوح بين 100 و125 ألف جنيه ولو حققوا نجاحا مفاجئا يزيدون طبقا لنجاحهم. وأكد شعبان أن بعض الشركات بالطبع تعطى النجوم أجورا مبالغا فيها لكنها فى حقيقة الأمر لا تعى حقيقة الأوضاع فى السوق أو تحاول ترويج اسمها على حساب النجوم الكبار ولكن فى حقيقة الأمر فإن النجم يهمه أن يعمل مع جهة قادرة على تسويق مسلسله بشكل مناسب، أكثر من اهتمامه بالإغراء المالى. ونفى عصام شعبان إمكانية وجود ميثاق شرف بين شركات الإنتاج مؤكدا أن الزيادة فى الأجور تتراوح فى معدلاتها الطبيعية بين 5 و15 فى المائة أما هذه الزيادات التى حدثت هذا العام فهى ناتجة عن ممارسات غير منطقية ستؤدى بكل تأكيد لحدوث لغط فى السوق. وأوضح عصام شعبان أنه يقدم هذا العام مسلسلين هما «كنت صديقا لديان» الذى كتبه بشير الديك يلعب بطولته تيم الحسن وريهام عبدالغفور، ويخرجه نادر جلال ومسلسل «وحوش أليفة» بطولة خالد صالح وفرح يوسف. أما المنتج إسماعيل كتكت فبادرنا قائلا بغض النظر عن أسماء النجوم، فإن ما يحدث من رفع مبالغ فيه للأجور هو عبارة عن مبالغات للترويج لعمل ما أو لفنان معين. وأضاف: «لا يوجد أصلا نجم فى الدراما التليفزيونية، فالنجوم فى السينما فقط، لأن مشاهد الدراما يبحث عن الموضوع ومن هنا أراهن فى أعمالى على النص الذى يقدم دوما. وحذر كتكت من الانجراف فى موجة البحث عن نجوم للدراما وقال: «إننا لا نحتاج نجوما بقدر ما نحتاج لقضايا مهمة، وموضوعات تعكس أشياء تمس حياة الناس، وأنا أخاف أن تغرق صناعة الدراما فى طوفان أعمال النجوم، وأن تتوه الأعمال الجيدة فى ظل المنافسة على أسماء النجوم، وما يحدث حاليا من تخبط وعشوائية سببه أن 70% ممن يعملون فى مجال الإنتاج ليسوا محترفين. وعن كيفية تعامله مع نادية الجندى بطلة مسلسله لهذا العام «ملكة فى المنفى» أوضح كتكت أنه قال لها «أنا لم أطلبك لأنك نادية الجندى النجمة بل طلبتك لأنك المناسبة والملائمة للدور والأقدر على تمثيله». وأكد أنه عند تفاوضه مع المحطات الفضائية لم يسألوه أبدا عن نجوم المسلسل، بل كان الموضوع فقط هو محور الحديث، وقال: «أتمنى أن يصدق المنتجون أن الموضوع الجيد فقط هو الذى يفرض نفسه». وأضاف كتكت أن الموسم الماضى كان موسما صعبا لأن تمر الدراما بعام مؤلم، وأنهم يتحركون داخل حقل ألغام. أما المنتج صفوت غطاس فيرى أنها قصة عرض وطلب والنجوم هم سبب نجاح المسلسلات، وقال: «للعلم فإن النجوم هم من نجحت مسلسلاتهم فى العام الماضى، أما الأعمال التى منيت بالفشل فهى المسلسلات التى خلت من النجوم، ورغم موافقة غطاس على وجود أجور خاصة للنجوم، لكنه يؤكد أنهم لو رفعوا أجورهم أكثر من هذا فلن يكسب المنتجون خصوصا أن النجم هو من يجلب الإعلانات التى تتحكم فى العرض ونفى غطاس أن المبالغة فى الأجور هو نوع من الدعاية للمنتجين، مؤكدا أنها فى الحقيقة وسيلة للتباهى بين النجوم الذين لم يعودوا يخفون أجورهم الحقيقية وأكد غطاس أن القضية تحتاج لوقفة متعقلة لوقف المنافسة المشتعلة حاليا مع دراما وافدة.