كشف موقع إسرائيلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أوقف تسليم قنابل متطورة خارقة للتحصينات تحت الأرض إلى إسرائيل بعد الزيارة الأخيرة لنائبه جو بايدن إلى المنطقة فى 11 مارس الماضى، وذلك فى خطوة غاضبة ردا على قرار إسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية فى القدسالشرقية. وبحسب موقع دبكة فايل، فإن أوباما أمر باستعادة الشحنة التى كانت فى طريقها بالفعل إلى إسرائيل ليتم تحويلها إلى قاعدة القوات الجوية الأمريكية فى المحيط الهندى وجزيرة دييجو جارسيا. وقال الموقع إن الخطوة تشير إلى حظر عسكرى أمريكى على إسرائيل بهدف منعها من مهاجمة منشآت إيران النووية. وذكرت مصادر عسكرية إن الشحنة تتألف من قنابل خارقة للتحصينات من نوع بانكر باستر طراز بى ال 100 وتصل أوزانها إلى طنين وكان من المقرر تحويلها إلى قنابل ذكية فى إسرائيل. وكان الموقع الإسرائيلى قد كشف الأسبوع الماضى أن إدارة اوباما تدرس حظر الأسلحة التى يمكن أن تستخدم فى شن هجوم على إيران. وفى فبراير الماضى، أرسل وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك طلبا إلى نظيره الأمريكى روبرت جيتس من أجل تزويد إسرائيل على وجه السرعة بذخائر ومعدات عسكرية تمكنها من صد هجوم قد تشنه إيران وحلفاؤها عليها. وقال الوزير الإسرائيلى إنه إذا كانت واشنطن مترددة فى تسليم هذه الشحنات بشكل مباشر فإنه يمكن تخزينها بشكل مؤقت فى مخازن «الطوارىء الأمريكية» فى صحراء النقب. ويأتى ذلك فيما قالت صحيفة صنداى تايمز البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيستغل زيارته المقررة لواشنطن هذا الأسبوع لحضور المؤتمر العام السنوى للجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة «ايباك» من أجل الضغط على إدارة أوباما لتزويد بلاده بقنابل ذكية متطورة «خارقة للتحصينات» الموجودة تحت الأرض لاستخدامها فى حال قررت شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية. واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة تأتى فى مرحلة يسعى فيها الجانبان لنزع فتيل الأزمة التى نجمت عن إعلان إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة فى القدسالشرقية بالتزامن مع زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى فى وقت سابق من الشهر الحالى. وكانت مصادر صحفية قد كشفت فى يناير الماضى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتجه إلى مضاعفة «معدات الطوارئ العسكرية» التى يجرى تخزينها فى إسرائيل، مع السماح للدولة العبرية باستخدام هذه الأسلحة فى حالة وجود «طوارئ عسكرية». وذكرت صحيفة «أخبار الدفاع» الأمريكية الأسبوعية إن اتفاقا تم التوصل إليه بين واشنطن وتل أبيب فى ديسمبر 2009 سوف يزيد من قيمة المعدات العسكرية الأمريكية المخزنة على الأراضى الإسرائيلية إلى 800 مليون دولار. وتضم قائمة الأسلحة الأمريكية المخزنة على الأراضى الإسرائيلية فى الوقت الراهن صواريخ ومركبات مصفحة وذخائر جوية ومدفعية. وفى سياق متصل، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا تحت عنوان «تصاعد الجدل حول الاحتواء النووى لإيران»، قالت فيه إنه فى منتصف الستينيات من القرن الماضى بحث الرئيس جونسون ومساعدوه سرا ضرب المواقع النووية الصينية، قبل أن يتراجعوا عن هذه الفكرة لصالح فكرة الاحتواء والتعايش مع نظام معاد وردع تحركاته الخطرة. وبحسب الصحيفة، فقد نجحت تلك الخطة طيلة العقود الخمسة الماضية، وأصبحت الصين منافسا عسكريا يمكن التعامل معه، على الأقل حتى الآن. ويوضح التقرير أن نفس الجدل يتكرر اليوم حول جدوى الاحتواء فى التعامل مع إيران. حيث يرى بعض الخبراء وواضعى الاستراتيجية مثل زبجنيو برزيزنسكى أن ما نجح خلال الحرب الباردة سينجح مع النظام الإيرانى. وأضافت أن الإدارة تسعى بالتوازى إلى وضع أنظمة مضادة للصواريخ ولزيادة الوجود البحرى فى الخليج العربى، فى محاولة لاحتواء نفوذ إيران فى المنطقة، وربما احتوائها نوويا كإجراء احتياطى فى حالة فشل الجولة الجديدة من العقوبات.