رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، من المرجح أن يكون له آثار طويلة المدى في أنحاء منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأعلنت الرياض وطهران، أمس الأول، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين، وذلك بمبادرة من الصين، فيما توالت ردود الفعل الدولية المشيدة بالاتفاق. واستعرضت "ذا هيل" 5 انعكاسات محتملة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وهى كالتالي: * تقليل التوترات في الشرق الأوسط نوهت الصحيفة بأن السعودية وإيران قطعتا العلاقات الدبلوماسية رسميًا فقط في عام 2016، لكن التوترات بين البلدين متجذرة وممتدة، مشيرة في هذا الصدد للبعد المذهبي. وقالت الصحيفة إنه في حين لم تخض السعودية وإيران قتالا ضد بعضهما البعض بشكل مباشر، لكنهما انخراطا في سلسلة من الصراعات بالوكالة، مرجحة أن يؤثر استئناف العلاقات بين البلدين على حل هذه النزاعات. * تزايد نفوذ الصين على المسرح العالمي لفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق عُقد بعد 4 أيام من محادثات "لم تكن معلنة" في الصين، مشيرة إلى أن نجاح بكين في تأمين الاتفاق يضعف موقف واشنطن في المنطقة. ولفتت إلى أن قطع العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979، يجعل من المستحيل على واشنطن ترتيب مثل هذه الاتفاق. في المقابل، فإن الصين تعد مشتري لكميات كبيرة من النفط السعودي وظلت على صلة قريبة بإيران في ذات الوقت. ويؤكد خبراء الشئون الدولية أن الاتفاق يشير إلى تزايد انخراط الصين الدبلوماسية في الشرق الأوسط. ويرى جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي (مركز بحثي مقره واشنطن) أن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين يجب أن يكون "تحذيرًا" لصانعي السياسة الأمريكيين من ترك فراغ في منطقة الشرق الأوسط تملؤه الصين. * تعقد فرص إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل نوهت "ذا هيل" بأن استئناف السعودية العلاقات مع إيران قد يجعل إقامة علاقات بين المملكة وإسرائيل أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن تل أبيب كانت قد عززت مؤخرًا علاقاتها مع العديد من دول عربية من خلال اتفاقيات إبراهيم عام 2019 التي أدت لإقامة علاقات مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة، برغبته في إقامة علاقات مع السعودية، واعتبر أن "السلام بين إسرائيل والسعودية سيؤدي إلى إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي"، على حد تعبيره. * ميزة استراتيجية للحكومة السورية في مواجهة المعارضة ألمحت الصحيفة إلى أن الاتفاق يمكن أن يمنح ميزة استراتيجية للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية من خلال توقف دعم المعارضة السورية، مشيرة إلى أن الحكومة السورية أشادت بالاتفاق بين السعودية وإيران، قائلة إنها سيساعد في إحلال الاستقرار في الشرق الأوسط. * إنهاء الحرب في اليمن رجحت الصحيفة أن اتفاق السعودية وإيران، بوصفهما داعمان رئيسيان لطرفى الصراع في اليمن، قد يساعد الحكومة اليمنية و المتمردين الحوثيين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء العنف.