احتفل الآلاف من زوار ومريدي سيدى عبدالرحيم القناوي، بالليلة الختامية لمولده "الليلة الكبيرة"، مساء أمس الاثنين، والتي تتزامن مع ليلة النصف من شعبان، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، في أجواء روحانية تزينت فيها ساحات الذكر حول المسجد بأصوات المنشدين التي تطرب الأذان وتتمايل معها الأبدان؛ بحثا عن الصفاء الروحي عند المريدين والزهاد. وحضر الليلة الآلاف من العشاق والمتصوفين، وبدأت بمهرجانات التحطيب والمزمار البلدي وسباقات الخيل التي يحرص على التواجد فيه كل الخيالة من عصر الليلة الأخيرة، ثم حلقات الذكر والإنشاد بداخل الساحات التي تنتشر بالعشرات حول المسجد. وشهدت الليلة الكبيرة زحاما شديدا من قبل المواطنين الذين توافدوا من جميع المحافظات، لكي يحيون الليلة الختامية للقطب الصوفي سيدي عبدالرحيم القناوي، خاصة وهو الاحتفال الأول الذي يجيئ بعد قرار الحكومة بإقامة الاحتفالات بعد قرارات الإغلاق خلال السنوات الماضية بسبب جائحة كورنا. وانتشرت على بعد خطوات قليلة من ضريح القطب الصوفي سيدي عبدالرحيم القناوي، عشرات الساحات لأبناء الطرق الصوفية التي تقدم المأكولات والمشروبات وتحتفي بالزوار والمريدين وتتغنى بداخلها التواشيح والابتهالات والذكر احتفالا بمولد صاحب الكرامات. وقال صلاح البزيدي الشريف، القائم على ساحة علي الشريف، ل"الشروق"، إن الاحتفال هذا العام جاء مختلفا عن الأعوام الماضية، حيث شهد إقبالا كبيرا من المواطنين الذين حرصوا على إحياء مولد القطب الصوفي سيدي عبدالرحيم القناوي، من خلال إقامة حلقات الذكر بالساحات، وذبح النذور، وإطعام الزوار والمريدين، والاستمتاع بالأجواء الروحانية التي يهبها المكان لزواره؛ بحثا عن البركة والمدد من أسد الرجال وصاحب الكرامات. وأشار الشريف، إلى أن ساحات الذكر تكدست بالمريدين الذي توافدوا من جميع المحافظات، وحرصوا على متابعة مظاهر الاحتفال بالمولد، من تحطيب وسباق الخيل وانتهاءً بمجالس الذكر والحضرات، لآفتا إلى استمرار الاحتفال يوما آخر بداخل ساحة علي الشريف بجوار الضريح، وهي الساحة التي تستقبل زوار القناوي طوال العام. لم تقتصر مظاهر الاحتفال بالمولد على الطقوس الدينية فحسب، وإنما كانت لحركة البيع والشراء رواجا كبيرا، حيث انتشر بائعي الحلوى والفول السوداني وألعاب الأطفال، على جانبي الطرق المؤدية للمسجد، فبحسب محمود رمضان، بائع ألعاب أطفال، فإن حركة البيع شهدت إقبالا كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية، فرغم ارتفاع الأسعار إلا أن الزائرين حرصوا على اقتناء الألعاب لأولادهم. ويعد سيدي عبدالرحيم القناوي، أشهر أقطاب الصوفية في صعيد مصر، الذي يحتفل به سنويا في الأول من شعبان، وتنتهي بالليلة الختامية في منتصف الشهر، حيث أنه ولد في الأول من شعبان عام 521 هجرية 1127 ميلادية، في مدينة ترغاي من مقاطعة سبته في المغرب، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وجاء نازحا إلى محافظة قنا، بعد مطالبة الشيخ مجد الدين القشيري إمام المسجد العمري بقوص له، ليستقر في قوص ثم في مدينة قنا، وعمل بالتجارة وكانت له الكثير من الكتب والمؤلفات، وتوفي الشيخ الزاهد في عام 592 هجرية ودفن داخل المسجد، الذي يعد من أهم مزارات محافظة قنا.