تشهد العاصمة الأمريكية تحركات مكثفة للدوائر الموالية لإسرائيل استعدادا لانطلاق المؤتمر السنوى لأكبر جماعة ضغط يهودية فى الولاياتالمتحدة وهى اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة (أيباك) الذى يتزامن مع مرور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بأزمة واضحة بسبب إصرار إسرائيل على تجاهل الموقف الأمريكى الرافض لمواصلة النشاط الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. ويمكن القول إن منظمة أيباك لم تشهد منذ تأسيسها على يد سى كينين عام 1951 لحظات حرجة مثل تلك التى تعترض العلاقات الإسرائيلية الأمريكية قبل أسبوع واحد من انعقاد مؤتمرها السنوى الأسبوع المقبل. فى الوقت نفسه أكدت «أيباك» مشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى فاعليات مؤتمر الذى يعقد خلال الفترة من 21 23 مارس الحالى بمركز المؤتمرات الرئيسى فى واشنطن. كما يشارك فى المؤتمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. ومن المتوقع مشاركة تونى بلير رئيس اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط فى المؤتمر. يعد مؤتمر أيباك أكبر مؤتمر سنوى يعقد بالعاصمة الأمريكية بحضور ما يقرب من سبعة آلاف شخص فاعليات أيامه الثلاثة. يجىء المؤتمر هذا العام فى وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تدهورا حادا فى لهجة البيانات والتصريحات الصحفية، إثر قيام الحكومة الإسرائيلية بالإعلان عن خطط توسع بؤر استيطانية جديدة داخل الضفة الغربية والقدس خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى جون بايدن لإسرائيل الأسبوع الماضى. ويترقب الكثيرون فى واشنطن كلمة هيلارى كلينتون أمام مؤتمر أيباك خاصة بعد إدلائها بتصريحات تعتبر نارية بالمعايير الإسرائيلية ثم تراجعها ضمنا عنها بتأكيدها أمس أن ما يربط بين أمريكا وإسرائيل لا ينفصم وأن الخلاف هو خلاف بين أصدقاء. كانت كلينتون، قد وصفت فى مقابلة مع شبكة إن بى سى التليفزيونية قبل أيام إعلان إسرائيل الذى صدر خلال زيارة نائب الرئيس بايدن إلى المنطقة بأنه «إهانة» لكل من نائب الرئيس والولاياتالمتحدة. وقالت الوزيرة: «إننا نتقاسم قيما مشتركة وهناك الكثير جدا مما تمثله إسرائيل وندعمه. لكننا نؤمن بالحل القائم على الدولتين» تؤسس بمقتضاه دولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا، وهو ما يؤمن به كذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وأضافت كلينتون أن حكومة أوباما تود أن تلمس «إجراءات وأفعالا لبناء ثقة تفضى إلى استئناف مفاوضات ثم إلى تسوية قضايا الوضع النهائى». وكانت أيباك قد دعت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى اتخاذ خطوات عاجلة لنزع فتيل التوتر بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأشارت أيباك فى بيان أصدرته الأحد الماضى إلى أن تصريحات مسئولى الإدارة الأمريكية الأخيرة حول علاقات الولاياتالمتحدة بإسرائيل «مثيرة للقلق»، وشددت على أن الإدارة الأمريكية يجب أن تبذل جهودا للابتعاد عن تحديد مطالب وشروط ضد إسرائيل خصوصا فى ظل المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الطرفين. وحذرت أيباك فى بيانها من اللهجة المستخدمة خلال الأيام الماضية قائلة إنها تسهم فى تشتيت الانتباه عن القضية العاجلة فى الوقت الراهن وهى الملف النووى الإيرانى والسعى لتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها.