كشف الدكتور محمد أبو الغار، السياسي المصري وأستاذ طب النساء بجامعة القاهرة، إن 3 من أساتذة التاريخ الأمريكان؛ أجروا دراسات دقيقة عن الفلاحين المصريين في 1914 ميلاديا، ورصد تأثير الاحتلال الإنجليزي عليهم؛ وذلك كان بداية البحث حول كتاب «الفيلق المصري» الصادر مؤخرا عن دار الشروق. وأضاف خلال لقائه ببرنامج «حديث القاهرة» المذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، مساء الخميس، أن أحد الباحثين الأمريكان -مؤخرا- أصدر كتابا بحثيا يوثق تعرض الفلاحين المصريين للسخرة والعنصرية، متابعًا: «هذا الباحث اعتمد على وثائق من دار الوثائق المصرية؛ لذلك قررت اللجوء لنفس المصدر، ولكنهم طلبوا مني عضوية الجمعية التاريخية من أجل الاطلاع عليها، وبالفعل حصلت على العضوية وقدمت طلبا بالاطلاع على الوثائق المشار إليها وحتى الآن لم أحصل على رد». وأوضح أنه لجأ للمتحف الإمبريالي في لندن، وبالفعل لبّوا مطلبه؛ واتفق عبر المراسلة على موعد السفر وتحديد الوثائق المطلوب الاطلاع عليها، مستكملا: «ذهبت في الموعد ولم يطلبوا مني حتى الباسبور، ووجدت الوثائق المطلوبة وطلبت تصويرها؛ ووافقوا مقابل شراء تذكرة بقيمة 10 جنيهات إسترليني». وذكر أنه اهتم بمذكرات أحد الضباط الإنجليز يُدعى «فينابولوس»، مضيفًا: «هذا الشخص رافق الفلاحين المصريين في الفيلق، وهو ضابط مكلف لا مُجند، وكان يكتب دائما خطابات للدواووين ولأصدقائه ولأسرته، وتمكنت من تصوير هذه الجوابات وواجهت صعوبات في فك شفراتها وفهم لغتها؛ نظرًا لعمرها القديم الممتد منذ 114 عاما». «الفيلق المصري»، كتاب يحكي عن حادثة خطيرة في تاريخ مصر الحديث، لم تذكر في كُتب التاريخ المدرسية، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها العميق على مصر. طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالي 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10 % من فلاحي مصر. محمد أبو الغار؛ أستاذ بكلية طب قصر العيني، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الطب، وله كتب وأبحاث هامَّة منشورة في كبرى المجلات العلمية في الطب. وهو أول من أدخل علم الأجنَّة وتكنولوجيا أطفال الأنابيب في مصر. وله عدد من الكتب في مجال الثقافة والفن والتاريخ، بالإضافة إلى مئات المقالات في الصحف والمجلات.