حققت أوراسكوم تيليكوم، أكبر مشغل للهاتف المحمول فى العالم العربى من حيث عدد المشتركين، خسائر صافية بلغت 46.4 مليون دولار فى الربع الأخير من 2009، وهو ما أرجعته إلى الأحداث السلبية التى ارتبطت بمبارة مصر والجزائر فى نوفمبر الماضى فى الجزائر، والتى نتج عنها أحداث العنف وجهت ضد أعمال الشركة هناك، حسبما جاء فى بيان للشركة. وكان المقر الرئيسى لشركة الاتصالات الجزائرية «جيزى»، التابعة لأوراسكوم، قد تعرض فى نوفمبر الماضى لأعمال تخريب فى الجزائر العاصمة، من جانب حشود غاضبة بشأن أعمال عنف أحاطت بمباراة كرة القدم بين مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم. وكرر رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، نجيب ساويرس، فى بيان للشركة مساء أمس الأول، تصريحاته بأن أوراسكوم تريد البقاء فى الجزائر لكنها تدرس خياراتها، وقال «نحن حريصون على البقاء فى الجزائر.. انها واحدة من أصولنا الرئيسية.. وحتى هذا الحادث كنا سعداء جدا هناك، لكن ينبغى أن نفهم ما إذا كان استثمارنا موضع ترحيب هناك أم لا. وإذا لم يكن.. فسوف ننظر فى خيارات أخرى». وقالت الشركة إن أعمالها فى الجزائر، والتى ساهمت بنحو 47% من أرباح أوراسكوم قبل خفض الضرائب والإهلاك والفوائد خلال الربع الأخير، قد خسرت نحو 55 مليون دولار، نتيجة لإتلاف المخزون وفقدان لإيرادات متوقعة ومخصصات للضرائب، بالإضافة إلى نحو 41 مليون دولار بسبب أضرار تعرضت لها ممتلكات الشركة. وقد تراجعت إيرادات الشركة فى الجزائر ب6.5% خلال الربع الأخير، كما تراجعت بنحو 8.5% خلال العام الماضى كله، ويرجع أحمد الهنداوى، محلل الاتصالات فى برايم للأوراق المالية، هذا التراجع إلى عدد من الالتزامات التى فرضتها السلطات الجزائرية على الشركات العاملة هناك، بالإضافة للخسائر المترتبة على أعمال العنف، حيث فرضت السلطات ضرائب بنسبة 55 على كروت شحن المحمول، مشترطة ألا يتم تحميلها على المستهلك، هذا بالإضافة إلى الخلاف بين مصلحة الضرائب الجزائرية وبين الشركة حول تقديرات الضرائب المستحقة عليها. وقد جنبت الشركة مخصصات بلغت 30 مليون دولار فى الربع الأخير منها 20 مليونا لمواجهة التزاماتها فى الجزائر، بحسب هنداوى. وجاءت خسائر الربع الرابع أكبر من توقعات بنك استثمار المجموعة المالية هيرميس، الذى توقع أن تصل الخسارة إلى 26 مليون دولار. بينما تراجعت أرباح الصافية لأوراسكوم تيليكوم، فى مجمل العام الماضى بنحو 26%، مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 318 مليون دولار. وجاء صافى الأرباح أقل من توقعات بنك الاستثمار بلتون، الذى قدرها ب427 مليون دولار، وهو ما أرجعه البنك إلى «الآثار السلبية المترتبة على أحداث الجزائر على أداء الشركة هناك». ويرجع أحمد الهنداوى خسائر الربع الرابع إلى عدد من العوامل، بالإضافة لما يتعلق بالجزائر، منها تراجع مكاسب الشركة من فروق الأسعار بين عملات بعض الدول التى تعمل فيها الشركة وبين الدولار، خلال الربع الأخير، وتراجع الفوائد المستحقة للشركة، مقابل زيادة الفوائد المستحقة عليها خلال الربع الأخير. وزاد عدد المشتركين فى جميع الشبكات التابعة لأوراسكوم عن 92 مليون مشترك بنهاية ديسمبر 2009، مقارنة ب 88.9 مليون بنهاية سبتمبر من نفس العام. وتعمل أوراسكوم تيليكوم فى عدة أسواق ناشئة فى مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، بتراخيص تغطى إجمالى عدد سكان يبلغ 460 مليون نسمة تقريبا، وتتمثل هذه الأسواق فى مصر (موبينيل)، والجزائر (جيزى)، وباكستان (موبيلينك)، وتونس (تونيزيانا)، وبنجلاديش (بنجلالينك)، وكوريا الشمالية (كوريولينك). وتمتلك أوراسكوم حصة غير مباشرة فى جلوبالايف وايرليس التى قد حصلت على ترخيص التردد الطيفى بكندا. ومن خلال شركتها التابعة «تيلسيل غلوب»، تتولى أوراسكوم أيضا تشغيل شبكات الهاتف المحمول فى كل من بوروندى وجمهورية أفريقيا الوسطى وناميبيا وزيمبابوى.