مازالت الغيبوبة أحد أسرار الطب الذى يأبى أن ينكشف للإنسان. فمن حين لآخر حينما يحتفظ الأطباء بأحد حالات الموت الدماغى على جهاز التنفس الصناعى يحدث هذا غالبا بناء على طلب عائلة المريض الذين يرفضون فكرة موته فإن أحدهم يفتح عينيه بعد ذلك السبات العميق الذى قد يمتد سنوات ليتكلم. نجح فريق من علماء بلجيكا والمملكة المتحدة فى التواصل والتحدث مع أحد المرضى الذى تم تشخيصه على أنه فى حالة غيبوبة كاملة. اعتمدت التجربة على صور متتالية تم فيها استخدام تقنية الرنين المغناطيسى لرصد وتسجيل زيادة تدفق الدم لمناطق معينة فى المخ أثناء ازدياد نشاطها. المريض محل الدراسة له من العمر سبعة وعشرون عاما كان قد أصيب فى حادث سيارة منذ خمس سنوات طلبوا منه الإجابة بنعم أو لا بواسطة أفكاره. إذا كانت الإجابة بنعم عليه أن يفكر فى أنه يلعب كرة الضرب أما إذا كانت إجابة السؤال بلا فعليه أن يفكر فى أن يتجول فى حجرات منزله بلا هدف. كانت تلك المراكز سليمة فى مخ المريض لم يصبها سوء. المركز الأول مسئول عن الحركة «نعم» والمركز الثانى مسئول عن الملاحة والتجول «لا». أجاب المريض عن خمسة أسئلة من ستة إذ إنه غفا عند السؤال السادس لكنه أجاب بنعم ولا فى سهولة وتم رصد تدفق الدم إلى تلك المراكز فى دفتها. التواصل مع مرضى الغيبوبة يقلب أفكارا علمية كثيرة رأسا على عقب فحتى الآن يعتبرهم العلم أمواتا فى حالة خاصة يطلق عليها خضراوات. وهو بالطبع حدث مهم سيتيح التواصل مع مرضى الغيبوبة وسؤالهم عن تأثير الأدوية عليهم خاصة أدوية الألم مما يدعم حالتهم المعنوية ويصل بينهم خلف قضبان الغيبوبة والعالم الخارجى. تقنيات المسح والتصوير بالرنين المغناطيسى هى الوسيلة الوحيدة الآن لرصد التغيرات فى تدفق الدم لمراكز المخ المختلفة وبالتالى الطريقة الوحيدة للتواصل مع مرضى الغيبوبة. لكن العلم فيما يبدو لا يعترف بالمستحيل وربما كان هناك فى القريب وسائل أخرى تخرج مريض الغيبوبة من سباته فنتصنت إليه ونتواصل معه.