سعر الفراخ البيضاء يتخطى ال 60 جنيها.. و«الساسو» ب 69.. والبلدى وصل 75 جنيها للكيلو مربو الدواجن: الأعلاف وراء ارتفاع الأسعار.. والطن يتراوح من 21 إلى 26 ألف جنيه مسئول بالزراعة: أفرجنا عن أعلاف أكثر من الاحتياج.. وتحويل 7 مستوردين للأعلاف إلى النيابة بسبب التلاعب السيد علاء وشريف حربي ورضا الحصري ومحمد نصار وخميس البرعي ونعمان سمير ومحمود عواد وماهر عبدالصبور «الفراخ اتجننت والأرجل والهياكل بقيت بالحجز» هكذا لخص المواطنون حال سوق الدواجن فى ظل موجة الغلاء غير المسبوقة فى الاسعار، ما ولد أزمة ضاغطة على صناعة الدواجن جرّاء استغلال بعض التجار لنقص الأعلاف ورفع الأسعار، قبل أن تفرج الحكومة عن احتياطى من العلف أكبر من الاحتياج، لكن حركة البيع والشراء بالمحال فى تراجع كبير وهو ما أصاب سوق الطيور بالركود. وسجلت أسعار الدواجن البيضاء أمس؛ 63 جنيها للمستهلك، وبلغ سعر الفراخ الساسو 69 جنيها للكيلو، ووصل سعر الكيلو الأمهات إلى 50 جنيها للكيلو، وارتفع سعر كيلو الفراخ البلدى ل75 جنيها، وبلغ سعر كيلو أرجل الدواجن 14 جنيها، وارتفع سعر الأجنحة ل44 جنيها، وبلغ سعر هياكل الدواجن 30 جنيها. وفى التفاصيل تحدث شريف قاسم، صاحب مزرعة دواجن بمدينة منشأة القناطر بالجيزة، عن تعرض أصحاب المزارع لخسائر فادحة فى الوقت الحالى، بعد ارتفاع جميع مدخلات صناعة الدواجن، ما أثر على المخرجات وعلى العرض والطلب. وأضاف قاسم ل«الشروق»، أن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل جنونى، إذ ارتفع سعر طن الأعلاف حاليا من 21 ألفا إلى 26 ألف جنيه، فى حين أن السعر العادل عالميا يصل ل13 ألف جنيه، موضحا أن ارتفاع أسعار مدخلات الصناعة أدى إلى ارتفاع سعر الكيلو الدواجن فى المزرعة ما بين 54 و56 جنيها، فيما بلغ سعر الكيلو للمستهلك ما بين 61 و65 جنيها باختلاف المناطق. ونوّه إلى أن المرابين يتعرضون لنزيف من الخسائر منذ أكثر من عام، ما جعل نحو 60% من الصناع ينسحبون من صناعة الدواجن الفترة الأخيرة، ولم يتبقَ سوى 40% منهم، بجانب الندرة الكبيرة فى الأمهات التى تنتج الكتكوت الذى يستخدم فى الصناعة، ما رفع سعره حاليا إلى 12 جنيها. وطالب قاسم، الحكومة بالدعم المالى للمربين المتبقين فى صناعة الدواجن حتى لا ينسحبوا أيضا من الصناعة، سواء بالمشاركة فى دعم خسائرهم ماليا وتسديد ديونهم، أو منحهم قروضا حسنة حتى يستطيعوا مقاومة ارتفاع مدخلات الصناعة وتسديد ديونهم من خلال القروض. وأشار إلى أهمية تنظيم الصناعة والسيطرة عليها من قبل الجهات المعنية والتحكم فى مدخلاتها حتى يكون هناك مخرجات طبيعية تمنع تفاقم الأزمة، بجانب تفعيل القانون رقم 7 لسنة 2017 المتعلق بعدم تداول الطيور الحية، وتخزينها على غرار ما يحدث فى جميع دول العالم، حتى لا تتفاقم الأزمة. واتفق معه فى الرأى، حمدى عبدالله، صاحب مزرعة دواجن بالجيزة، قائلا إن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى ارتفاع الأسعار ما أصاب السوق بحالة ركود، مردفا: «نحن الآن فى موسم الشتاء وجميع المزارع تحتاج إلى تدفئة للدواجن بسبب برودة الجو وذلك يؤدى إلى إضافة سعر تكلفة التدفئة بجانب ارتفاع أسعار الأعلاف وخفض عمليات البيع من المزرعة. وقال أشرف شحاتة، صاحب مزرعة بقرية طوخ الخيل بالمنيا، إن صناعة الدواجن أصبحت عبئا ثقيلا على العاملين بها، فيتعرض المربون إلى خسائر كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وتسبب الأمر فى توقف بعض المزارع عن العمل. وأضاف أن سعر الدجاجة زنة 2 كيلوجرام تكلف المربى نحو 90 جنيها، وفى حالة استمرار رفع أسعار الأعلاف سيتوقف المربون عن الإنتاج بسبب الخسائر. من جانبه قال ربيع محمد، صاحب مزرعة فى المحلة الكبرى، إنه تعرض لخسائر فادحة جرّاء نقص الأعلاف ومن ثمّ ارتفاع أسعارها، قائلا: «كان لدى 36 ألف دجاجة خسرت منها 34 ألفا نفقت بسبب نقص الأعلاف، وتوقف أصحاب المصانع والشركات عن توزيع العلف، فسارعت فى بيع ما تبقى لدى، واتجهت حاليا للعمل فى صناعة أخرى». وأشار حسين إبراهيم، صاحب مزرعة دواجن بكفر الشيخ، إلى أن أسعار الفراخ حاليا لم تصل لسعرها الحقيقى، مؤكدا أن دورة الفراخ التى تربت على أسعار علف مرتفعة جدا يصل سعرها الحقيقى ل75 جنيها للكيلو، باعتبار أن سعر كيلو العليقة كان قد وصل إلى 25 جنيها. واشتكى من تعرضه لخسائر جراء الفرق بين سعر العليقة المرتفع، وأسعار الفراخ وأسعار التدفئة المرتفعة وأسعار الكتكوت الذى زاد بشكل كبير، بخلاف أجور العمالة. كما عبّر أصحاب محال بيع الدواجن، عن اضطرارهم لتخفيض كميات الدواجن التى يستلمونها من الموزعين، بسبب ضعف الإقبال على الشراء لغلاء الأسعار. وفى القليوبية، قال محمد مكى، صاحب محل بيع الدواجن بمدينة بنها إن هناك ركودا فى عمليات بيع الدواجن ومشتقاتها، نتيجة لارتفاع الأسعار، إذ بلغ سعر كيلو الفراخ 63 جنيها للكيلو، ويتراوح سعر كيلو البانيه ما بين 125 و 130 جنيها للكيلو، وسعر الأوراك بلغ 65 جنيها للكيلو، متوقعا استمرار ارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة. وقال محمود أبو النصر، صاحب محل بيع الدواجن بمدينة المنيا، إنه مضطر لفتح المحل، إذ إن تلك المهنة هى عمله الوحيد، واضطر لتخفيض ثلث الكمية التى يستلمها من الموزع. وأضاف أن السوق شبه توقف بعد الارتفاع الكبير للأسعار اليومى، إذ وصل سعر كيلو الفراخ البيضاء إلى 63 جنيها، وبلغ سعر الأرجل 20 جنيها. وفى محافظة جنوبسيناء، قال أسامة محمد، صاحب محل لبيع الدواجن بمدينة طور سيناء، إن الأسعار بلغت ذروتها على أصحاب المحال والمواطنين، وأصحاب المزارع؛ لارتفاع أسعار تكلفة تربية الدواجن نتيجة لزيادة سعر الدولار، لكون جميع مستلزمات تربية الدواجن يجرى استيرادها، لافتا إلى أن هامش الربح لأصحاب المحلات لا يتعدى أكثر من 3 جنيهات فى الكيلو. واشتكى مواطنون، من غلاء الأسعار، وأكد بعضهم العزوف عن الشراء آملين فى انخفاض الأسعار مجددا، ووضح طلعت ناصف، موظف، أنه ابتعد عن شراء الدواجن بسبب المغالاة فى الأسعار، وقال إن الأكلات الشعبية هى الحل الوحيد أمام الأسرة. وقالت سناء إبراهيم، ربة منزل: «سوق الدواجن اتجنن والأرجل والهياكل أصبحت بالحجز، وفكرت أن اشترى فرخة لأولادى الأربعة، وعلمت أن سعرها وصل ل130 جنيها، فقررت شراء 2 كيلو أرجل فراخ، والبياع أبلغنى إنها بالحجز». فى المقابل، أرجع رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة طارق سليمان، أسباب ارتفاع أسعار الدواجن إلى وجود موجات وتقلبات سعرية على مدى العام، خاصة أن الفترة الحالية تشهد موسما اجتماعيا دينيا من احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد، كما أن الدواجن والبيض من السلع الموسمية التى يرتفع سعرها وينخفض على مدى العام. وقال سليمان، ل«الشروق»، إن مصروفات التشغيل وتكاليف الإنتاج زادت على مستوى العالم، فهناك بعض البنود التى زادت بنسبة 100% مثل الشحن والنقل والطاقة وهناك من تخطت زيادته ال100%، وتضطر الدول لوضع الزيادة على المنتج النهائى، وهو ما لم يحدث فى مصر، فالمنتج النهائى لا تتعدى نسبة زيادته من 15 إلى 20%، وتتحمل الدولة العديد من الأعباء للتخفيف عن المواطنين. وأضاف سليمان، أن الوزارة تشن حملات دورية من خلال لجان تفتيش ورقابة تضم عدة جهات رقابية منها وزارتا الزراعة والتموين ومباحث التموين وشرطة المسطحات وجهاز حماية المستهلك، هذه الحملات تكون بالتوازى فى وقت واحد فى عدة أماكن على مصانع ومخازن ومتاجر الأعلاف، ويتم ضبط المخالفات وتحويل المخالفين للنيابة، وفى حال وجود انضباط يتم تذليل العقبات أمامهم. وأوضح أنه تم تحويل 7 مستوردين أعلاف للنيابة؛ بسبب التلاعب فى الأسعار خلال الحملات الأخيرة، بجانب ضبط بعض الشركات المخالفة، لافتا إلى مخالفة أحد المتلاعبين فى فروق الأسعار، فكان يبيع العلف بأعلى من سعره بنحو 13 ألف جنيه، وجرى تحويله للنيابة. ونوّه سليمان، بأن أبرز المخالفات التى تم رصدها تضمنت فرقا كبيرا بين سعر البيع وسعر الشراء، أو البيع بدون فواتير لعدم القدرة على رصد المعاملات سواء كانت منضبطة أو مخالفة، بالإضافة إلى تخزين السلع واحتكارها لحين زيادة سعرها، بجانب المبالغة فى أسعار تكاليف إنتاج طن العلف وبالتالى المبالغة فى سعر البيع، واستغلال الظروف الاقتصادية واستخدام خامات غير مسجلة وغير مسموح باستخدامها. وشدد على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فور رصد أى مخالفات، وأنه لا يوجد فارق فى المعاملة بين تاجر كبير أو صغير، ويتم حرمان أى مخالف من أى إفراجات مرة أخرى، إضافة إلى قرارات النيابة الصارمة كل حسب مخالفته. وأشار رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، إلى أن الدولة لا تسعى إلى فرض سعر محدد للمنتج، وإنما تسعى إلى وجود سعر عادل، بحيث يغطى مصروفات التشغيل وتكاليف الإنتاج؛ بجانب هامش ربح بسيط، لكى يستمر المربى فى الإنتاج ولا يهجر الصناعة، مبينا أن أسعار الدواجن من المزرعة تخرج بسعر 52 جنيها، يضاف إليها هامش ربح بسيط ومن المفترض أن تباع ب57 جنيها. ونبه إلى أن وزير الزراعة كان قد كلّف قبل 3 سنوات مركز البحوث الزراعية بإنتاج أصناف محاصيل علفية جديدة تتحمل الزراعة فى الأراضى الجافة وتتحمل الملوحة العالية ولا تحتاج إلى مياه كثيرة مثل «لوبيا العلف» وغيرها من الأعلاف الداجنة والحيوانية. وأكد أن كميات الأعلاف التى تم الإفراج عنها حتى الآن تغطى الاحتياج المحلى وتزيد عنه بفائض كبير سواء كانت للدواجن أو للماشية أو للأسماك، إذ إن الاحتياج الشهرى لأعلاف الدواجن يبلغ 650 ألف طن، فيما أفرجت الدولة خلال الشهرين الماضيين عن 1.7 مليون طن.