«دُنيا تفكر» فى تدوير القمامة.. و«سعيد» لم يعد «سعيدًا» بسبب التلوث.. وشادى وشيرين يكتشفان معًا «سر الحياة» يتزايد الاهتمام يوما بعد يوم بأزمات تلوث البيئة وما يتبعها من تغير فى المناخ، والتى باتت واقعا نستشعره بأنفسنا، وتتضافر الجهود عالميا منذ سنين للحد من آثار تلك الأزمات واستمرار الحفاظ على البيئة، انطلاقا من مسئولية كبيرة تجاه أطفال اليوم، وحقهم فى مستقبل آمن وصالح للحياة الطبيعية، هذه الجهود تجسدت فى تنظيم مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ الذى اختتمت أعماله اليوم الجمعة. وتعد تنمية وعى الأطفال بأزمات البيئة والمناخ، وتوجيه انتباههم لكيفية الحفاظ عليها، من أهم الجهود فى هذا الشأن، والتى كان لدار الشروق العديد من الإسهامات الفعالة فيها من خلال إصدارات عديدة للأطفال من مختلف الأعمار، ما بين القصص الجذابة للأطفال الصغار والكتب المبسطة لليافعين. ومن أبرز تلك الإصدارات سلسلة «البيت الأخضر»، التى أصدرتها دار الشروق على مدار السنوات الماضية، وهى سلسلة كتب سهلة القراءة تناسب الطفل الصغير، وتساعده على أن يكون مسئولا تجاه أسرته وبيئته ومن ثم العالم الأوسع. أصدرت دار الشروق ضمن كتب هذه السلسلة 3 كتب تهتم بالقضايا البيئية المختلفة من خلال قصص جذابة ومشوقة، أولها كتاب «دنيا تفكر» تأليف هديل غنيم ورسوم ياسر جعيصة، وتناول أزمة تلوث البيئة بالقمامة وكيفية التخلص منها أو الاستفادة بها، وكتاب «سر الحياة» تأليف هديل غنيم ورسوم هانى صالح، وتناول أزمة تلوث المياه وتعليم الأطفال كيفية الحفاظ عليها، وأخيرا كتاب «سعيد.. سعيد» تأليف ورسوم وليد طاهر، وتناول أزمة التلوث بأشكال متعددة فى البيئة. فى كتاب «دنيا تفكر»، الواقع فى 24 صفحة، للكاتبة هديل غنيم ومصاحبة رسوم متميزة للفنان ياسر جعيصة، نقابل فى هذه القصة الطفلة «دنيا» التى نظفت غرفتها ثم ألقت القمامة بالخارج، تساءلت: هل اختفت القمامة؟ أين ذهبت؟، لتبدأ رحلة من التفكير بمصاحبة والدها فى كيفية التخلص من القمامة بدون مشاكل، وخلال تلك الرحلة للبحث عن الإجابة تتعرف دنيا على بعض الأفكار الخاطئة للتخلص من القمامة وتأثيرها السلبى على البيئة والمناخ، حتى تصل للوسائل المثالية للتخلص من القمامة أو الاستفادة من البقايا الصالحة لإعادة الاستخدام مرة أخرى من خلال إعادة التدوير. يعيش الطفل خلال قراءة هذه القصة فى رحلة خيالية مثيرة مع رسومات جذابة، ويمكن للوالدين قراءتها مع الأطفال كنشاط تفاعلى يساهم فى توضيح الأزمة وشرح جوانبها والنقاش حولها. ثانى كتاب من سلسلة «البيت الأخضر»، يوجه الاهتمام نحو قضايا البيئة، هو كتاب «سر الحياة» للكاتبة هديل غنيم مع رسومات الفنان هانى صالح، 24 صفحة، وفيه يتساءل الطفلان شادى وشيرين عن «ما هو هذا السر الذى يعرفه كل الناس؟ إنه سر الارتواء بعد العطش، وسر نمو شجرة المانجو، وهو سر اختفاء أثر التراب بعد اللعب»،
ثم توجه المؤلفة دعوة إلى الطفل الصغير قارئ القصة إلى اكتشاف السر ومعرفة كيف يمكنه الحفاظ على هذا السر طول الحياة. ومن خلال مجموعة من الأصدقاء يفكرون معا عن سر الحياة، يستكشف الطفل أهمية المياه التى تحمل داخلها سرا يؤثر فينا وفى البيئة والأشجار والحياة بشكل عام، والمخاطر المحتملة لغيابها أو ندرتها، كما يتعرف على الطرق الخاطئة فى التعامل مع المياه سواء بالإسراف فى استخدامها أو تلويثها بالمخلفات وغيرها من السلبيات، كما يتعلم إلى جانب ذلك الطرق الصحيحة للحفاظ عليها.
الكتاب الثالث من نفس السلسلة هو كتاب «سعيد.. سعيد»، من تأليف ورسوم الفنان وليد طاهر، يقع فى 24 صفحة، وتدور قصته حول طفل اسمه سعيد، لكنه ليس دائما سعيد، فهناك أشياء تسعده مثل أشعة الشمس ورائحة الزهور وصوت العصافير، لكنه لا يتمكن من رؤية الشمس بسبب البنايات المتلاصقة، ولا يجد حوله إلا رائحة الدخان وعوادم السيارات وأصواتها الصاخبة التى تزعجه جدا، كما يخاف من تلوث الماء حين يرى إلقاء القمامة فيه، وهذا ما يجعله غير سعيد، فيقرر الاستعانة بأسرته للتفكير فى كيفية مواجهة هذه المشكلات وحلها حتى تصبح بلدنا نظيفة وجميعنا سعداء، ثم يطلب سعيد من الأطفال القراء أن يفكروا ويعملوا معه حتى البيئة نظيفة وجميلة وصحية.