هل تتخيل أن يصبح هاتفك المحمول سكرتيرا شخصيا ومنقذا وعاملة تنظيف أيضاً؟؟ ... هذا هو ما قدمه عباقرة التقنية في معرض التقنيات الحديثة "سيبيت" في ألمانيا. فقد تنافست بالمعرض شركات التقنية المختلفة في تزويد هواتفها المحمولة بمهام إضافية، بحيث لم تعد مهمتها الوحيدة تمكينك من الاتصال بأصدقائك وأقاربك، ولكن أصبحت مهامها متنوعة. فمع برنامج (سليب سايكل) من مختبرات ليكسوير لابز ، لن تختار أنت موعد استيقاظك وتضبط هاتفك المحمول عليه، ولكن سيقوم الهاتف المحمول بالتقاط حركة صاحبه الليلية ويصدر تنبيها صباحيا عند أفضل لحظة تتلاءم مع دورة نومه البيولوجية. وبعد الاستيقاظ إذا أردت أن تقوم بتنظيف ملابسك ففي وسع الهاتف تشغيل الغسالة عوضا عنك، وان لم يتوصل حتى الساعة إلى إفراغها ونشر الغسيل أيضا! أما في السيارة فيتم التعرف إلى السائق ما أن يجلس خلف المقود بفضل إشارة يطلقها هاتفه وتتولى هذه الإشارة تعديل المرايا أو الكرسي من تلقاء نفسها. ويمكن للهاتف أيضا أن يفتح الأبواب من مسافة ودون الحاجة إلى مفاتيح، فيقوم المبدأ الذي طوره الألماني "ايليجات" على إرسال مفتاح افتراضي إلى جهاز فك الرموز، يوضع عند إطار النافذة مثلا، غير انه في حالة ضياع المحمول سيبقى المرء على عتبة الباب عاجزا عن تجاوزها، لهذا السبب ينصح ماتياس فون تيبيلسكيرش من شركة "ايليجات" بالاحتفاظ دوما بمفتاح حقيقي لحالات الطوارئ. وثمة برنامج آخر يستخدم في الحياة اليومية وفي وسعه تنبيه الهاتف الخلوي إلى وجود تسرب مائي تحت الأرضية الخشبية في مكان ما، فيجري اتصالا بالسباك والمالك على السواء. ويستطيع الهاتف أن ينقذ حياة الناس أيضا، فقد طورت إحدى كليات الطب الألمانية نظاما غير مسبوق، يقضي بأن تقوم الشريحة الالكترونية في جهاز تنظيم دقات قلب احد المرضى بتنبيه الهاتف المحمول في حال حدوث خلل، ليتولى الهاتف طلب المساعدة. كما يمكن إرسال المعلومات من بعد إلى موصل الطلبات أو إلى الممرضة المسئولة عن العناية بالجدة طريحة الفراش. وابتكر "ايبتيك" نورا كاشفا بحجم علبة النظارات (بوكيت سينما تي (30 يسمح وبالتعاون مع هاتف ذكي ببث عروض جدارية ومن دون الحاجة إلى حاسوب. وفي معرض "سيبيت" تقدم شركة المانية ناشئة "اوريجينال 1" نظاما لمحاربة التزوير، وهو آفة متفشية في قطاع التجارة الالكترونية، ففي حال شككتم بأصول أو أصالة المنتج، يمكنكم اللجوء الى الهاتف الخلوي الذي سيمسح لاصقة البضائع المشفرة مثلا ويرسلها إلى منصة "اوريجنال 1" على الانترنت فتعطي رأيها في شأنه من خلال العودة إلى تاريخ تصنيعه ومجمل مواصفاته. ويستطيع الهاتف أن يجعلكم تجنون المال أيضا على ما يؤكد المهندس ماركو جاهن الذي ساهم في تطوير نموذج برنامج يسمح بمراقبة والتحكم عن بعد بواسطة الهاتف الذكي، باستهلاك الطاقة في منزل المستخدم (هيدراجايز). ويقول هارتويغ فون ساس المتحدث باسم المعرض: "بات الهاتف المحمول اليوم مساعدا في الحياة اليومية فيما يمكن أيضا استخدامه لإجراء الاتصالات". غير أنه يمكننا أيضا أن نكتشف مجالات وظيفية جديدة للمحمول في سياق (العوالم المتصلة) (بالانترنت) وهو الموضوع المحوري في "سيبيت" هذا العام. ويؤكد الخبراء أن الهاتف المحمول سيسمح أيضا في المستقبل بقراءة جوازات السفر الالكترونية وفتح حساب مصرفي شخصي والدفع عبر "بطاقة ائتمان فرضية" مدمجة في الهاتف. وبحلول العام 2012، سيتجاوز عدد الأشخاص الذين يتصفحون الانترنت عبر الهواتف المحمولة، أولئك الذين يتصفحونه من طريق الحواسيب، بحسب شركة الدراسات (جارتنر). ويستهدف بعض المصنعين خصوصا الزبائن في شريحة "العاملين المتنقلين" والذين سيصير عددهم 1,2 مليار شخص بحلول العام 2013، وسيشكلون ثلث الموظفين على الكرة الأرضية وفق المحللين.