صدر عن دار ميريت للنشر كتاب جديد بعنوان بديع خيري .. الأعمال الشعرية الكاملة"، وهو من تحقيق الدكتور نبيل بهجت الذي نال رسالة ماجستير عن مسرح بديع خيري. وقسم نبيل بهجت الكتاب إلى جزأين، الأول عرض فيه الباحث نشأة بديع خيري وبداياته الأدبية كما وقف وقفة موجزة عند الصحف التي أصدرها أو شارك في تحريرها كما حقق بعض قصائده الزجلية. ووضع في هذا الجزء مجموعة القصائد التي تم نشرها في الدوريات وصنف القصائد المنشورة في هذا الجزء تبعا لموضوعاتها مراعيا التسلسل التاريخي إلا في بعض الحالات التي استوجبت الخروج عن هذا التسلسل حفاظا على الوحدة الموضوعية لكل مجموعه.وبدأ بالقصائد السياسية ثم المساجلات ووضع النص الآخر من المساجلات بجوار نص بديع خيري ليتحقق الهدف من المساجلات ثم وضع بعد ذلك القصائد الاجتماعية التي كانت بمثابة منظار بديع المكبر لسبر أغوار المجتمع والوقوف على عيوبه. ووضع الباحث بعد ذلك قصائد بديع الموقعة باسم مستعار لارتباط أغلبها بموضوعات اجتماعية، أما بالنسبة لقصائد المناسبات التي جاءت بعد ذلك فحرص الباحث على إثبات المدائح الملكية بوصفها جزءا من ذاكرتنا التي يجب ألا نمحوها، وبديع بذلك لم يختلف عن شعراء عصره الذين تباروا في مدح الملك وأسقط أغلبهم هذه القصائد أو تعمد من جمع أعمالهم أن يسقطها. ووضع الباحث بعد ذلك القصائد العاطفية، وافتتاحية "مجلة ألف صنف" وإعلاناتها التي كان يستخدم الزجل فيها. أما الجزء الثاني من الكتاب فحمل ما عثر عليه الباحث من أغاني وعمد إلى تصنيفها إلى أغاني عامة وأغاني الأفلام وأغاني المسرحيات والاستعراضات وذيل الباحث هذا الجزء ببلوجرافيا شامل الأغاني ومسرحياته وثبت المصادر. وكانت أزجال بديع خيري البوابة الحقيقة لعالمه الذي اكتشفت من خلاله الوجه الحقيقي لمصر، مصر الثورة، مصر الإبداع والتغير، حيث صاغ بديع الرؤية الشعبية لكثير من الأحداث في قصائده غير مكترث بالرؤية الرسمية. وبديع من مواليد القاهرة في 18 أغسطس 1893، وتوفى بها أيضا في 3 فبراير 1966، وينحدر بديع من أصول تركية، حيث نزح والده من الدولة العثمانية إلى مصر عام 1890 وعمل مراقب حسابات في دائرة والدة الخديوي عباس الثاني، أما والدته فمن أصول مصرية، وكان جده لأمه يدعى الشيخ الليثي أحد كبار تجار الغورية.ومن أشهر ما كتبه بديع قوم يا مصري، صبح الصباح فتّاح يا عليم، يا واش يا واش يا مرجيحة، يهون الله يعوض الله، وهى كلمات يرددها الشعب المصري وحفظها في وجدانه دون أن يعرف صاحبها.