لغط كثير فى صفوف حركة حماس حول تصريحات القيادى محمود الزهار، الذى يمثل ما يمكن تسمية بالتيار المعتدل فى الحركة، حول موقفه من ملف مفاوضات الأسرى بين الحركة وإسرائيل التى تخوضها الحركة منذ أكثر من عام بواسطة ألمانية ورعاية مصرية، لم تفض إلى شىء.. فخروج صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية بتقرير يفيد بتنحى محمود الزهار القيادى فى الحركة عن موقعة فى المفاوضات يأتى على سبيل الاستنتاج من جانب الصحيفة، كما صرحت غالبية قيادات الحركة فى غزة التى تحدثت إليها «الشروق» بأن الموقف لم يتجاوز الشائعات الإسرائيلية، وهو ما أعاد التأكيد عليه عزت الرشق عضو المكتب السياسى للحركة فى حديثه ل«الشروق» لكنه قال: «إن الموقف يجب أن يسأل عنه الأخ محمود الزهار !»، لكن بحسب المصادر ذاتها فإن ما ورد إعلاميا بين النفى والإثبات يؤكد أن المماطلة فى إنهاء الصفقة مع طول أمدها هو مما دفع الزهار إلى أن يعبر عن استيائه من الاستمرار فيها، فهو فى النهاية قيادى فى الحركة وعليه أن يلتزم بقرارات الحركة وموقفها السياسى الذى يصدر من دمشق، والقيادة فى دمشق لا تريد أى حديث عن أى مؤشرات خلافية داخل الحركة. لكن فى خلفية هذا المشهد تبدو القضية أكبر من ذلك، فلا توجد فى الأفق أى احتمالات لتحريك ملف المصالحة المعطل برفض حماس توقيع ورقة المصالحة. فالزهار كان أن أحد القيادات الرئيسية، التى تعاملت بإيجابية مع زيارة القيادى فى فتح نبيل شعث لقطاع غزة الشهر الماضى، لكن القيادى محمد نزال فى تونس نسف تلك المبادرة بهجومه على مصر. فى المقابل يبدو الحضور الإيرانى فى ملف الفصائل الفلسطينية واضحا للغاية، فالرئيس أحمدى نجاد سبق وأن اجتمع مع قيادات الفصائل فى دمشق الأسبوع الماضى ثم نقلهم معه إلى طهران. ويقول سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط إن نجاد أراد أن ينقل مركز الثقل للفصائل من دمشق إلى طهران، بالتزامن مع لجوء المجتمع الدولى لفرض عقوبات للمرة الرابعة على ايران، وتعمل على الإمساك بجميع الأوراق فى يدها، وحماس إحدى هذه الأوراق، بل إن حماس تتعاون مع طهران فى تقديم المزيد من التعاون بين الفصائل الأخرى وبين إيران، وآخرها إدخال بسام الصالحى رئيس حزب الشعب على خط طهران بواسطة من حماس، ولا يكاد يمر شهر واحد دون أن يزور رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل طهران، ويلتقى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله على خامينئى، وهى رسالة تؤكد سياسية المحاور الجديدة، التى تكرس لها طهران فى أزمتها وإن لم تكن سياسة جديدة، لكنها باتت أكثر وضوحا وتشددا بتشدد أزمتها مع الغرب فى مصر تؤكد مصادر وثيقة الصلة بالحوار الفلسطينى بأن الزهار ظل طوال الوقت الأحرص على لعب دور قائد الجناح المعتدل، كما كان هو الحال بالنسبة لموسى أبومرزوق عضو المكتب السياسى للحركة، لكن لا موسى ولا الزهار يملك أى منهما مفتاحا للقرار النهائى فى يديه.