بينما أعلنت حكومة أديس أبابا موافقتها على دعوة الاتحاد الإفريقي للمشاركة في محادثات سلام مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، تُعقد في جنوب إفريقيا، بعد نحو عامين من الحرب ووسط أزمة إنسانية متصاعدة في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا، هناك مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي توصف بأنها الأسوأ، فإلي أين يتجه الصراع؟ ووصفت إذاعة "صوت أمريكا"، الصراع الذي اندلع في شمال إثيوبيا مطلع نوفمبر 2020، ولا زال مستعرا، بأنه تسبب في أسوء أزمة إنسانية، حيث يحتاج ملايين الأشخاص إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن الجوع يلوح في الأفق لأكثر من 20 مليون إثيوبي يواجهون الصراع في الشمال والجفاف في الجنوب وتضاؤل الدعم الغذائي والتغذوي ابتداء من الشهر المقبل. وقال البرنامج، في بيان صحفي، إن الصراع والجفاف تسببا في ارتفاع التضخم، ذاكرا أنه اعتبارا من أبريل الماضي، ارتفع مؤشر أسعار الغذاء في إثيوبيا بنسبة 43% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وتابع: "ارتفعت أسعار الزيوت النباتية والحبوب بأكثر من 89 % و37%". ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن الحرب أوصلت أكثر من 13 مليون شخص في الشمال إلى حاجة ماسة للمساعدات الغذائية الإنسانية، لا سيما في المناطق المتضررة من النزاع في مناطق "عفار وأمهرة وتيجراي". وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في وقت سابق الأسبوع الماضي، إن القوافل الإنسانية المتجهة إلى إقليم تيجراي شمال إثيوبيا والرحلات الجوية الإنسانية التي تنظمها للأمم المتحدة بين أديس أبابا وميكيلي عاصمة الإقليم لا تزال معلقة. وأضاف المكتب أن هذا التعليق يعرقل تدفق المساعدات المادية ويعيق تناوب العاملين في المجال الإنساني وتحويل الأموال النقدية للعمليات الإنسانية، وفقا لوكالة "شينخوا" الصينية. وأشار المكتب الأممي، إلى أن القتال شمال إثيوبيا أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في الأسابيع الأخيرة في أجزاء من مناطق تيجراي وعفر وأمهرة. وأضاف أوتشا: "نواصل الاستجابة جنبا إلى جنب مع شركائنا، بالمخزون المتاح في المناطق التي يمكن الوصول إليها عبر المناطق الثلاث: تيجراي وعفر وأمهرة. ولكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة". كما، أظهرت بيانات من مكتب الصحة في تيجراي، أن الأمراض الفتاكة مثل الحصبة والتيتانوس والسعال الديكي تتزايد في إقليم تيجراي، مشيرا إلى انخفاض معدلات التطعيم بشكل حاد هناك خلال الحرب الأهلية التي استمرت عامين تقريبا. وفي تيجراي، يعاني أكثر من 20% من الأطفال دون سن الخامسة ونصف النساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. وفي نفس الوقت، أفاد برنامج الأغذية، أن 32% من الآباء في منطقة عفار و16% من الآباء في أمهرة بأنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، دفع سوء التغذية بأطفالهم (من هم دون سن الخامسة) إلى المراكز الصحية، وفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، في نسخته الإنجليزية. وفي جنوب إثيوبيا، يتضور ما يقدر بنحو 7.4 مليون شخص جوعا كل يوم، في الوقت الذي تواجه البلاد نقصا في هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي. وكشفت بيانات أن نسبة الأطفال الذين يتلقون التطعيمات المعتادة انخفضت إلى أقل من 10% العام الجاري. وقال المكتب في رسالة الشهر الماضي، إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي": "آمال الأطفال في المنطقة في أن ينمو أكثر صحة وسعادة تلاشت في غمضة عين"، وفقا لإذاعة صوت أمريكا. وأوضحت الرسالة أن الهجمات التي شنتها القوات الحكومية الإثيوبية على تيجراي أدت إلى نقص الإمدادات مما قلل من عدد التطعيمات.