أعلن مسئول العلاقات في الحركة الآشورية دريد زرما اليوم الأحد نزوح 250 عائلة مسيحية تاركة منازلها في مدينة الموصل باتجاه سهل نينوى، فيما نفى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الاتهامات الموجهة ضده باستهداف المسيحيين. وقال زرما لوكالة الأنباء الألمانية إن نحو250 عائلة مسيحية نزحت من مدينة الموصل باتجاه قضاء الحمدانية وناحية برطلة والقوش، وقرقوش تاركة منازلها جراء زيادة وتيرة العمليات المسلحة التي تستهدف المسيحيين في مدينة الموصل(400 كم شمال بغداد). وأضاف زرما أن تردي الظروف الأمنية وقتل المسيحيين على الهوية واختطافهم من بيوتهم أبرز الأسباب التي دفعتهم إلى الهجرة باتجاه مدن ذات غالبية مسيحية خارج المدينة. وتشهد مدينة الموصل نزوح عشرات العائلات المسيحية من المدينة خلال الأيام الحالية تزامنآ مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العراقية، وبعد أنباء عن مقتل عائلة القس مازن إيشوع من قبل مجهولين ليصبح عدد القتلى المسيحيين خلال الشهرين الأخيرين تسعة أشخاص. من جهته نفى مسئول قسم العلاقات بالحزب الديمقراطي الكردستاني،غازي فرمان، الاتهامات الموجهة ضد الأكراد وقوات البشمركة من قبل أطراف عربية داخل الموصل بالوقوف وراء استهداف المسيحيين بالموصل. وقال فرمان للألمانية إن هذا الاتهام باطل، فالذين يتعرضون للقمع في الموصل من المواطنين المسيحيين يضطرون إلى اللجوء إلى إقليم كردستان أو سهل نينوى وهذا طبعا تحت سيطرة قوات البشمركة، فإذا كانت الأحزاب الكردية تقف وراء هذه الاغتيالات والأعمال الشنيعة ضد المسيحيين فلماذا يختار المسيحيون الإقليم أو سهل نينوى ملاذا آمنا لهم. وأشار فرمان إلى أن هذه الاتهامات تندرج ضمن الحملة الإعلامية وتستغل من قبل البعض للدعاية الانتخابية .. متهما تنظيم القاعدة والبعثيين وما وصفها بالعصابات المروجة لهذه الشائعات ضد لأكراد. وتظاهر اليوم أكثر من 2500 مواطن مسيحي للتنديد بأعمال العنف والاغتيالات التي تطال المسيحيين في مدينة الموصل وطالبوا الحكومة العراقية بالتدخل لوقف نزيف الدم وحماية العوائل المسيحية في الموصل .وشارك في المظاهرات التي شهدتها مناطق الحمدانية والقوش العشرات من رجال الدين المسيحيين حاملين لافتات تندد بأعمال الاغتيالات والاختطاف التي تطال المواطنين المسيحيين في الموصل والتي أخذت بالاتساع خلال الشهر الجاري وطالبوا الحكومة العراقية بالتدخل الفوري لحماية المسيحيين من بطش الجماعات المسلحة. ورافق هذه المظاهرات التي أشرف على تنظيمها عدد من رجال الدين المسيحيين في الموصل تنظيم إضراب عام والتوقف عن الدوام في المؤسسات والمدارس فيما شاركت فيها فرق موسيقية تعزف أنغاما موسيقية حزينة . وكان عام 2008 قد شهد تصاعدا في عمليات استهداف المسيحيين من قبل جماعات مسلحة مختلفة الأمر الذي دفع العشرات من العائلات المسيحية بالنزوح باتجاه إقليم كردستان وأطراف المدينة فيما فضل الأغنياء منهم التوجه خارج البلاد. ومن المقرر أن يشهد العراق في السابع من الشهر المقبل، انتخابات نيابية يتنافس فيها 6172 مرشحا يمثلون 165 كيانا سياسيا ينتمون إلى 12 ائتلافا انتخابيا لاختيار 325 منهم لشغل مقاعد مجلس النواب الجديد الذي تم تخصيص 34 مقعدا منه لمحافظة نينوي.