ارتفع مؤشر مخاطر السندات الإيطالية إلى أعلى مستوى له منذ الشهور الأولى لجائحة فيروس كورونا المستجد، في ظل ارتفاع العائد على السندات نتيجة زيادة أسعار الفائدة المصرفية في منطقة اليورو لكبح جماح التضخم. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن البيع الكثيف لسندات الخزانة الإيطالية أدى إلى ارتفاع الفارق في سعر العائد مع السندات الألمانية القياسية إلى أكثر من 244 نقطة أساس وهو أعلى مستوى له منذ مايو 2020. وترتفع أسعار العائد على السندات الإيطالية بوتيرة سريعة مع إنهاء البنك المركزي الأوروبي للسياسة النقدية فائقة المرونة واضطراره إلى زيادة سعر الفائدة الرئيسية في الشهر الماضي بمقدار 75 نقطة أساس مع توقعات بزيادة جديدة خلال الأيام المقبلة بنفس القدر للحد من معدل التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة قبل أكثر من 20 عاما. يأتي ذلك في حين قال لويس دي جويندوز نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي إن أكبر مشكلة تواجه الاقتصاد الأوروبي حاليا هي التضخم القياسي، والذي أصبح واسع النطاق ويهدد الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن جويندوز قوله خلال مشاركته في مؤتمر بالعاصمة الإسبانية مدريد اليوم الاثنين "خفض معدل التضخم هو المساهم الساسي الذي يمكننا تحقيقه لتحسين الموقف الاقتصادي". يأتي ذلك في حين يتفق مسؤولو البنك المركزي الأوروبي على ضرورة استمرار زيادة أسعار الفائدة خلال الشهور المقبلة لمكافحة الارتفاع السريع في الأسعار. في القت نفسه ينتظر هؤلاء المسؤولون بيانات التضخم في منطقة اليورو للشهر الحالي قبل الاستقرار على قدر الزيادة المطلوبة في سعر الفائدة. وقال جويندوز إن حجم الزيادة في سعر الفائدة سيتوقف على طبيعة البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها قبل اجتماع البنك. وقالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق من اليوم إن البنك سيواصل زيادة أسعار الفائدة رغم "التباطؤ الشديد" المتوقع للنشاط الاقتصادي في منطقة اليورو. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن لاجارد القول "نتوقع ارتفاع أسعار الفائدة مجددا خلال الاجتماعات العديدة المقبلة (لمجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي)، لكبح الطلب وتجنب مخاطر استمرار توقعات التضخم المرتفع".