«بناء مجمع الكافيهات فى بلازا مكتبة الإسكندرية جاء بناء على طلب الزوار». بمكتبه داخل مبنى الإدارة الهندسية بجامعة الإسكندرية، كان محمد عطوة، نائب مدير الإدارة الهندسية بمكتبة الإسكندرية يدافع عن «منطقة الطعام»، التى يجرى بناؤها الآن بالمكتبة، بعد الانتقادات التى هاجمت قرار المكتبة بإنشاء مجمع يضم مجموعة من الكافيهات ومطاعم الوجبات السريعة فى ساحة المكتبة من ناحية الكورنيش. وقال عطوة إن مجمع الكافيهات الذي انتهت المكتبة من بنائه مؤخرا، يضم كافيهات سينابون، وحلويات بينز، ومستر آيس كريم وسيلانترو ومطعم مؤمن إضافة إلى مكتبة ديوان. وتوقع عطوة أن ينتهي العمل تماما فى جميع تشطيبات المجمع خلال الشهر المقبل. المنتقدون من مثقفين وكتاب وصحفيين أكدوا أن فكرة وجود مطاعم بالمكتبة تخل بهيبتها وتعد تحولا من دورها الثقافى والتنموى إلى دور استثمارى هادف للربح على حساب رسالة المكتبة. ومن ناحية أخرى، انتقد البعض التصميم الهندسى للمكتبة متهمين المبنى الجديد بتشويه صورة البلازا وسد مشهد المكتبة أمام المارة من ناحية البحر. النقابى المخضرم المهندس عبدالمحسن حمودة، رفع دعوى ضد بعض أعضاء مجلس أمانة المكتبة، ومنهم الرئيس مبارك، ومحافظ الإسكندرية عادل لبيب، ووزير الثقافة فاروق حسنى. واستندت الدعوى إلى تعريف القانون المصرى للمكتبة بأنها «مركز إشعاع حضارى مصرى ومنارة للفكر والثقافة»، فى حين أن إنشاء مجمع المطاعم «تشويه صارخ وفاضح للمكانة العالمية للمكتبة»، على حد وصف الدعوى. «فكرة إنشاء المجمع ليست جديدة، بل تعود إلى 2007»، والدفاع ما زال للمهندس محمد عطوة. فحين تم افتتاح المكتبة فى 2002، كانت تستقبل 400 ألف زائر سنويا تقريبا. أصبح المكتبة أحد أهم المعالم السياحية بالمدينة، وصارت جزءا رئيسيا من البرامج السياحية لوفود زوار المدينة من حول العالم، ومع التوسع فى أنشطتها ارتفع عدد الزوار يصل إلى مليون زائر و400 ألف زائر سنويا، بمعدل يقارب 4 آلاف زائر يوميا. «هؤلاء الزوار يقضون ما بين 5 و7 ساعات فى المكتبة ما بين التجول فى المكان وحضور بعد أنشطتها». يخرج عطوة من رف مجاور لمكتبه سجل شكاوى الزوار، ويشير إلى عدد من الشكاوى حول عدم وجود أماكن مناسبة تقدم الطعام للزوار الذين يقضون وقتا طويلا بها. «من هنا جاءت فكرة بناء مجمع مطاعم يخدم العدد الهائل من الزوار ويزيد من تمتعهم بالمكان أثناء فترة زيارتهم». وقال عطوة إن المكتبة طلبت من المطاعم أن توجه عناية خاصة لفروعها فى المجمع، «فالتشطيب سيكون على أعلى مستوى، كما أن مطعم مؤمن من المفترض أن يقدم أطعمة جافة تختلف عما يقدمه فى باقى الفروع، والآيس كريم ده موجود عشان الأطفال». أما عن تصميم المجمع، فيقول «إن شكل المبنى يتسق مع تصميم المكتبة، كما أنه يحجب منظر المبانى السكنية التى تحيط بالمكتبة ولا تتناسق معها نهائيا فى التصميم المعمارى». ورفض مسئول الإدارة الهندسية أن يعطى ردا واضحا عن الأنباء التى تحدثت عن نية المكتبة تأجير أرض «كوتة» الملاصقة للمكتبة لمدة 40 عاما، بعد قرب انتهاء عقد المحافظة مع الغرفة التجارية التى استغلته طوال السنوات الماضية فى إقامة معارض دائمة للمنتجات المنزلية. ويؤكد محمد عطوة أن استئجار الأرض يتطلب موارد مادية كبيرة وأن مسألة تأجيرها ما زالت قيد الدراسة، وأنه فى حالة تأجيرها فإن ذلك سيكون فى إطار خطط المكتبة للتوسع الدائم وزيادة نشاطها الثقافى، «خاصة أن المنطقة المحيطة بالمكتبة بالكامل تحتاج إلى تطوير يتناسب مع الدور الثقافى والتنويرى للمكتبة». وعن الخطط المستقبلية للإدارة الهندسية للمكتبة، قال المهندس محمد أن الإدارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء مركزين ثقافيين تابعين للمكتبة فى منطقتى أبيس وبرج العرب.