تصدر الترجمة الفارسية لروايتَي "جبل الزمرد" و"بساتين البصرة" قريبا للروائية منصورة عز الدين. إذ تصدر ترجمة "جبل الزمرد" عن دار روزنة، وأنجزها المترجم حميد رضا مهاجراني، وطبعتها مزودة بمقدمة كتبتها "عز الدين" خصيصا لقراء الفارسية بناءً على طلب من الناشر والمترجم، وصممت غلاف الطبعة الفارسية من "جبل الزمرد" الفنانة الإيرانية نرجس الموسوي. وقالت منصورة عز الدين، في تصريحات خاصة، ل"الشروق": "سعيدة بأن يتعرف قراء الفارسية، على أعمالي الأدبية لأول مرة من خلال هاتين الروايتين تحديدًا لأنهما الأكثر تماسًا، مع التراث العربي والإسلامي". وكشفت عز الدين، عما جاء في المقدمة: "تمنحني ترجمة (جبل الزمرد) إلى اللغة الفارسية، شعور أنها تعود إلى بيتها الآخر. فمع أن هذه الرواية منغرسة في صميم الثقافة العربية، إلا أنها ترتبط في الوقت نفسه بصلات وثيقة مع الثقافة الفارسية القديمة. إذ إلى جانب اشتباكها بنيويًا مع نقطة التقاء مهمة بين هاتين الثقافتين العريقتين، وأقصد بها (ألف ليلة وليلة)، يمكن اعتبار (جبل الزمرد) -في وجه من وجوهها العديدة- إيماءة تقدير للشعر والتصوف الفارسيين". وأضافت: "لا يقتصر الأمر على أن نقطة انطلاق أحداث الرواية مدن مثل شيراز وأصفهان ومشهد، أو كما وصفتُها (مدن يتنفس التاريخ فيها ويعيش)، بل يمتد إلى أن الأجواء والفارسية كانت في خلفية ذهني وأنا أخط سطرًا تلو الآخر. لقد همت منذ زمن طويل بأشعار حافظ وسعدي وطفتُ بخيالي في مدن العشق السبع برفقة العطار، وفتنتني حكمة عمر الخيّام وفلسفته الحياتية". وتابعت: "كُتِبَت الرواية في الفترة من خريف 2009 حتى خريف 2012، وطوال هذا الوقت كنت محاطة، إضافةً إلى (ألف ليلة وليلة)، بالشعر الفارسي القديم وكتابات الشعراء المذكورين أعلاه، رافقتني أيضًا صور لشيراز وأصفهان، وكم خطوتُ افتراضيًا بين جنبات الحديقة السعدية ودققتُ في تفاصيل مدخل ضريح سعدي الشيرازي برسومه الملهمة، عبر أحد المواقع الإلكترونية". وتختتم المقدمة: "أرغب في النهاية، في التعبير عن سعادتي بوصول (جبل الزمرد) إلى قراء الفارسية بمبادرة من المترجم القدير حميد رضا مهجراني، أو (حميد باشا) كما يطلق عليه أصدقاؤه وأنا منهم. من الملائم تمامًا بالنسبة لي أن أُقدَّم لأول مرة في لغتكم عبر هذه الرواية تحديدًا، وأتمنى أن يرى فيها من يقرأها جسرًا للوصل بين ثقافتينا، وتذكيرًا بما يجمع بين البشر، في عالم لا يكف معظم ما فيه عن تكريس القطيعة والتنافر والشقاق". سبق أن تُرجِمَت "جبل الزمرد" إلى الفرنسية، وصدرت الترجمة التي أنجزتها المترجمة ستيفاني ديجول عام 2017 عن دار "أكت سود". وقد فازت الرواية عام 2014 بجائزة أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولي للكتاب". وتابعت الروائية منصورة عز الدين: "أما الترجمة الفارسية ل(بساتين البصرة)، تصدر عن دار آده بترجمة المترجمة المتميزة معاني شعباني، وصممت غلافها المصممة شيما سروري، ولوحة الغلاف للفنان نبيل عناني. وقد حافظت المترجمة في ترجمتها للرواية على تنوع مستويات اللغة فيها، فترجمت الفصول التي تدور في الزمن الحالي بلغة معاصرة، أما الفصول الخاصة بالبصرة القديمة فترجمتها بالفارسية القديمة التي كُتِبت بها كلاسيكيات الأدب الفارسي".