«أعمل الأشياء الصغيرة بمحبة عظيمة».. ظل هذا شعار الأم تريزا طوال حياتها فمنحها لقب قديسة الفقراء. ومن النادر أن تحظى امرأة بالإعجاب والتكريم اللذين حظيت بهما الأم تريزا. لأنها قامت بأعمال يعجز معظم البشر، نساء ورجالا، عن القيام بها. صرفت حياتها فى خدمة الفقراء والمرضى والمحتاجين، لكى يروا وجه الله فيها، كما كانت تقول، ويندر ألا يسمع إنسان عن أعمال الأم تريزا للمسيحيين أو المسلمين أو الهندوس أو حتى الملحدين وهذا ما جعلها جديرة بجائزة نوبل فى السلام عام 1979. مؤخرا صدر عنها كتاب بعنوان «ما علمتنى الأم تريزا.. سفيرة السماء للفقراء» عن دار بيت الحياة للنشر، للمؤلفة الانجليزية ماريان رافائيل، ترجمه للعربية نكلس نسيم، وحرره الناشر عادل فرج مدير مركز بيت الحياة للنشر والتوزيع ومؤلف موسوعة تاريخ آباء الكنيسة. تناول الكتاب حياة الأم تريزا منذ طفولتها وحتى وفاتها مقدما «نموذجا إنسانيا حيا» لمواجهة الفقر ومساعدة الفقراء. اسمها الأصلى «آجنيس جونكزا بوجاكسيو» ولدت 27 أغسطس 1910 لعائلة مهاجرة من ألبانيا إلى يوغسلافيا، عملت بالفلاحة، وتعلمت فى بداية حياتها فى مدرسة لليسوعيين وتوفيت فى كالكوتا بالهند فى 5 سبتمبر 1997. واهتمت الأم تريزا بأطفال الشوارع والمرضى ونتيجة لذلك خلعت زى الرهبنة ولبست السارى الهندى القطنى بلونه الأبيض والخط الأزرق على كميه الذى عرفت به فيما بعد، وأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950، التى اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة. سألت الأم تريزا لجنة جائزة نوبل: ما المبلغ الذى تنفقونه عادة على مأدبة التكريم والاستقبال؟»، فردوا: نحو ستة آلاف دولار. قالت الأم تريزا: «هذا يكفى لإطعام أربعة آلاف شخص من المقيمين لدينا لسنة كاملة، هل من الممكن التفضل بإلغاء المأدبة، وإعطانى النقود؟». وأخذت الأم تريزا مبلغ المأدبة بالفعل وصرفته على إطعام الفقراء، وقالت حين استلمت الجائزة: «أنا شخصيا لست جديرة بالجائزة، ولا أريدها غير أن الشعب النرويجى اعترف من خلال هذه الجائزة بوجود الفقراء، وحضرت نيابة عنهم ومن أجلهم».
