من المنتظر أن تشهد مواقع الشبكات الاجتماعية هذا العام موجة تصاعدية من الرسائل التطفلية والبرامج السارقة للخصوصية التى يقوم بإرسالها مجموعة من المتخصصين فى البرمجيات التى يعاقب عليها القانون. وكانت شركة «سيسكو» Cisco المتخصصة فى شبكات الكمبيوتر الخاصة قدرت أن نسبة الرسائل التطفلية المرسلة سوف تتضاعف هذا العام بنسبة ما بين 30% و40% عن العام السابق. وقد قام صانعو الرسائل التطفلية بإرسال ما يقرب من 100 مليون رسالة تطفلية فى اليوم الواحد. وعلى الرغم من أغلب تلك الرسائل لا يتم فتحها على الإطلاق، فإن هناك عددا كافيا من المستخدمين يقع فى الفخ ويقوم بالضغط على الروابط المرفقة، ليساعدوا بذلك فى جعل الرسائل التطفلية الممنوعة صناعة تقدر بملايين الدولارات الأمريكية. ويحاول المزيد من صانعى الرسائل المتطفلة إقناع الناس بالضغط على الروابط فى الرسالة، ليتم وقتها تحميل برامج هجومية ضارة على الجهاز تقوم بسرقة المعلومات الشخصية، بما فى ذلك حسابات البنوك وكلمات السر. وكانت أغلب الرسائل المتطفلة تأتى سابقا على صيغة جواب رسمى من بنك أو من إحدى المؤسسات المالية على صندوق البريد الشخصى لمستخدمى الإنترنت، ولكن مؤخرا نجح صانعو الرسائل التطفلية فى اختراق عالم الشبكات الاجتماعية كموقع فيس بوك، والخطر يزيد هنا لأن مستخدمى موقع فيس بوك من الأرجح أنهم سوف يقعون ضحية للحيلة الجديدة، ويقومون بفتح الروابط التى تأتى إلى صندوق بريدهم فى الموقع مرسلة تحت أسماء أصدقاء يعرفونهم، مما يضاعف من خطورة الرسائل التطفلية ومن احتمالات عملها. فى عام 2008 لم يكن هناك تقريبا أى رسائل تطفلية يتم بعثها على موقع فيس بوك، ولكن مع العام الحالى أصبحت الشبكة الاجتماعية ثانى أكبر المواقع التى يتم استهدافها من قبل صانعى الرسائل التطفلية، حيث يبلغ عدد المشتركين فى شبكة فيس بوك 350 مليون شخص حول العالم، مما يعتبر سوقا رائجة للغاية بالنسبة لصانعى الرسائل التطفلية، خاصة مع توصلهم إلى طريقة لتظهر الرسالة كأنها مرسلة من أحد أصدقائك المضافين على قائمة الاتصال فى الموقع. يستطيع مجرمو الإنترنت اختراق الحسابات الشخصية للأفراد عن طريق استخدام برنامج اختراق «هاكينج» Hacking Software يقوم أوتوماتيكيا بتجربة ملايين المحاولات لإدخال كلمة سر مختلفة كل مرة، لمحاولة اكتشاف كلمة السر التى وضعها المستخدم، ومما يزيد من سهولة الأمر على المخترقين أن العديد من الأفراد يقومون باستخدام نفس كلمة السر فى عدد من الحسابات على مواقع مختلفة، مما يجعل اكتشاف كلمة السر على أى موقع من هؤلاء يكشف جميع حسابات المستخدم فى المواقع الأخرى، ومن تلك المواقع الشبكات الاجتماعية بالتأكيد. وكان تقرير صدر عن شركة «مكافى» McAfee المتخصصة فى حماية أجهزة الكمبيوتر، أوضح أن الانفجار فى عدد التطبيقات المتاحة على موقع فيس بوك، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى المنتشرة على الشبكات الاجتماعية، خلقت وسيطا مثاليا وعاملا مساعدا لمجرمى الإنترنت وصانعى الرسائل التطفلية، لأنهم سوف يلعبون على ثقة الأفراد فى الرسائل الآتية من أصدقائهم على الشبكة، تلك الثقة التى سوف تسمح لهم بالضغط على الروابط التى لو وجدوها فى رسالة أخرى من شخص أو مؤسسة مجهولة لن يفتحوها أبدا.