في ضوء الجدل حول تقلص واردات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، ألقى المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر باللوم على شركة "سيمنز إنرجي" الألمانية للطاقة في غياب توربين خط أنابيب "نورد ستريم 1". وقال شرودر، في مقابلة مع مجلة "شتيرن" ومحطة "آر تي إل" الألمانيتين اليوم الأربعاء، إن التوربينات الضرورية لعمليات ضخ الغاز في خط الأنابيب تأتي من الشركة ويجب صيانتها على نحو دوري، مشيرا إلى أن الشركة "جلبت التوربين المثير للجدل من الصيانة في كندا إلى مدينة مولهايم الألمانية، وتابع: "لا أفهم سبب وجوده هناك وليس في روسيا". ووفقا لشرودر، فإن خفض واردات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم 1" إلى 20% يرجع إلى أسباب تقنية. وأوضح شرودر أنه يمكن مضاعفة كميات الغاز المنقولة عبر هذا الخط إذا كان التوربين متاحا، وقال: "هذه مسؤولية شركة سيمنز على حد علمي". وقال شرودر إنه سُأل خلال زيارته لموسكو عما إذا كان خفض إمدادات الغاز له دوافع سياسية، وأضاف: "الجواب الواضح هو: لا يوجد إعلان سياسي من الكرملين لخفض تدفق الغاز. الأمر هنا يتعلق في الأساس بمشكلة تقنية وبيروقراطية تخص الطرفين، ويلقي كل طرف على الآخر المسؤولية". ومنذ يونيو الماضي خفضت روسيا إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1". وبررت شركة الطاقة الروسية "جازبروم" ذلك بعدم وجود التوربين، الذي ترى أنه مهم لزيادة الضغط المطلوب لضخ الغاز من خلاله. واتهمت "جازبروم" مرارا شريكها التعاقدي "سيمنز إنرجي" بعدم إرسال المستندات اللازمة والمعلومات الخاصة بإصلاح التوربين، بينما نفت الشركة الألمانية هذه الاتهامات. وبحسب الكرملين، فإن روسيا تأمل في عودة سريعة للتوربين الذي تم إصلاحه، وذلك في ضوء انخفاض إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1". ووفقا لوزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، فإن التوربين موجود في ألمانيا منذ 18 يوليو الماضي. ويعتزم المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس اليوم الأربعاء تفقد توربين خط أنابيب غاز "نورد ستريم 1" الموجود حاليا مؤقتا في مدينة مولهايم بعد صيانته في كندا. وأعلنت مجموعة "سيمنز إنرجي" الألمانية للطاقة أمس الثلاثاء أن التوربين جاهز للنقل إلى روسيا. وفي مقابلة مع صحيفة "ذا جلوب أند ميل" الكندية، دافع شولتس عن تسليم التوربين لروسيا رغم الجدل الذي أثير حول هذا الأمر بسبب التحايل على العقوبات، وقال: "بتسليم التوربين نقضي على خدعة بوتين.. لم يعد بإمكانه الآن استخدام هذه الذريعة أو التحجج بأسباب تقنية لخفض واردات الغاز".