دخل سوق الكاسيت مع بداية هذا العام مرحلة جديدة بعد أن أعلنت شركة روتانا عن تخليها عن أكثر من 50 مطربا من مطربيها، وهو ما يعنى تنازلها بكامل إرادتها عن السيطرة المطلقة على السوق، وهى السياسة التى كانت تمارسها طوال السنوات الخمس الماضية، لأن امتلاكها لتعاقدات مع ما يقرب من 120 مطربا كان يمنحها القوة الكافية لرسم الخريطة منفردة، حيث كانت تطرح ألبوما غنائيا كل ثلاثة أيام وهو ما كان يؤثر على خطط باقى شركات الإنتاج فى طرح ألبومات مطربيها، وهو ما تسبب فى تأخير الكثير من الألبومات وكبدت العديد من الشركات خسائر فادحة خلال السنوات الماضية. وهو ما اعتبره المراقبون لسوق الكاسيت أحد أهم أسباب انهيارها، لأن السياسة الاحتكارية التى كانت تمارس فى السوق تسببت فى فرض وجهة نظر واحدة وضغوط على الموزعين لخدمة الشركة المسيطرة. وهو ما أكده موزعو الكاسيت الذين يعتبرون المؤشر الحقيقى علي أرض الواقع والذين يعبرون بشكل صادق عما تعيشه الأغنية. أحمد ياسر موزع كاست، فى منطقة المنيل، قال: «طوال السنوات الماضية كان النجوم الكبار أمثال عمرو دياب وأنغام، وشرين، وتامر حسنى، وحماقى هم الذين يحددون شكل السوق ومتى تطرح باقى الألبومات وكانت باقى الشركات تنتظر طرح ألبومات هؤلاء النجوم وبعدها يقررون طرح ألبوماتهم، وطبعا معظم هؤلاء النجوم مع روتانا، فضلا عن المطربين اللبنانيين الذين يحققون مبيعات فى مصر مثل إليسا ونانسى عجرم ونوال الزغبى وروتانا هى الوحيدة التى تحدد موعد طرح ألبومات هؤلاء النجوم، وبالتالى كانت تتحكم فى كل مواعيد سوق الكاسيت سواء الخاصة بمطربيها أو باقى المطربين الآخرين الذين يتحاشون المنافسة مع مطربى روتانا». وهو ما أكده «أسعد على» موزع كاسيت فى منطقة الهرم، وقال «روتانا كانت ومازالت هى المتحكم الأول فى سوق الكاسيت لأن لديها كل المطربين الذين يحققون مبيعات وخصوصا عمرو دياب وإليسا وحسين الجسمى وشرين وأنغام والمرحلة القادمة لا يمكن أن نحكم عليها لأن مسألة انتهاء سيطرة روتانا قد تكون مقروءة نظريا ولكن مازال لديها أسماء قادرة على فرض السيطرة وخصوصا محمد فؤاد الذى ينتظر طرح ألبومه، وأعتقد أنه سيسيطر على مبيعات الفترة القادمة، والشركات الأخرى وخصوصا عالم الفن وفرى ميوزيك كل شركة لديها نجم واحد أو اثنين فقط وبالتالى لا يمكنهم الوجود فى السوق طوال ألبوم لنجم كبير يستحوذ على اهتمام الموزعين». ويخالفه الرأى «نادر حسين» موزع كاسيت بمدينة نصر، حيث يقول: «بعد أن تركت روتانا 65 مطربا، حسبما سمعنا، لن تستطيع أن تتحكم فى السوق كما كانت تفعل، فهى كانت الشركة الأهم والأقوى بالنسبة لنا وكنا نتعامل معها باهتمام كبير ولا ننكر أنها كانت أكثر الشركات اهتماما بالموزعين وكانت تدفع للكثيرين حتى يعلقون إعلانات مطربيها، ولكن الآن هناك شركات أصبحت تسيطر على جزء كبير فى السوق مثل ميلودى وعالم الفن وأصبح لديهم مطربون كبار ينتظرهم الجمهور، وأعتقد أن مرحلة سيطرتها انتهت لأن السوق نفسه فى طريقها للانهيار ولم تعد المبيعات تهم الشركات مثلما كان الأمر فى السابق». مسئولو روتانا من جانبهم رفضوا الحديث عن استراتيجية السيطرة على السوق أو السياسة الاحتكارية، مؤكدين أنهم لم يسعوا لذلك مطلقا وأنهم كانوا يعدون خططهم التسويقية وفق ما هو متاح لهم من ألبومات، وأن كثرة المطربين لديهم هى التى كانت تفرض عليهم طرح ألبوم كل ثلاثة أيام وهو ما دفع الآخرين للنظر له على أنه سيطرة على سوق الكاسيت. ومن أبرز الشركات التى ظهرت أخيرا بسوق الكاسيت شركة أريبكا التى وقعت مع على الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر ووائل جسار، المدير التنفيذى للشركة أسامة رشدى، قال «لن أتحدث عن نهاية عصر معين أو شركة بعينها ولكن ما لا يلاحظه الجميع أن سوق الكاسيت دخلت مرحلة جديدة منذ بداية العام هى بلا شك أفضل كثيرا من سابقتها ولكنها ليست المرحلة التى نطمح لها فمازال السوق تعانى مشكلات كبيرة. لعل أبرزها أزمة القرصنة وقلة الحفلات وبالتالى أصبحت المشكلات الآن خارج حدود سيطرة الشركات، وأعتقد أن الفترة القادمة لن تكون فترة شركة معينة أو نجم معين ولكنها ستكون فترة سيادة العمل الجيد جدا من كلمات ولحن وتوزيع ودعاية وصوت مهما كان اسم الشركة المنتجة له أو المطرب الذى يغنيه لأن السوق ستنفتح أكثر خلال الأشهر القادمة وستتم عملية انتقاء وستفرز أسماء جديدة على مستوى الشركات والمطربين وستختفى أسماء أخرى.