نادي الإنتاج الحربي بحلوان كان المكان الذي اختاره ائتلاف الجمعيات الأهلية لمناهضة ختان الإناث قبل أيام لدفع الأسر المصرية للتخلي عن هذه العادة. جاء اللقاء تحت رعاية د. سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى، وعائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة، وشارك د. محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، وفايزة حسبو أمينة المرأة بالحزب الوطنى، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها هذه الجهات لمناهضة هذه العادة. فرصة اللقاء دفعت بعض المشاركين إلى اقتراح يوم وطنى لمناهضة هذه العادة فى مصر، واقترحت د. فيفيان فؤاد، مسئولة التدريب بالمشروع القومى لمناهضة ختان الإناث بوزارة الأسرة والسكان، أن يكون اليوم موافق 14 يونيو، وهو اليوم الذى توفيت فيه الطفلة بدور ابنة المنيا، 12 سنة، عام 2007 إثر ممارسة ختان الإناث على يد طبيبة. رغم ذلك فمازالت هذه العادة تمارس فى مصر بنسبة 91% بين السيدات بين 15 و49 عاما، والغريب أن أكثر من 76 % من هذه الممارسات يجرى على أيدى الأطباء. وتوضح د. راندا فخر الدين منسق الائتلاف أن أغلب الجمعيات المشاركة فى الائتلاف والتى وصلت إلى 21 جمعية بالقاهرة تركز أنشتطها فى توضيح الموقف الدينى والطبى والقانونى فى مصر تجاه هذه العادة، بهدف توحيد الجهود وتكاملها للتخلي عن هذه الممارسة. أما وزارة الأسرة والسكان فستركز عملها خلال هذا العام حسب د. فيفيان على تضمين مناهضة ختان الإناث ضمن برنامج تمكين الأسرة الذى تتبناه الوزارة، استجابة إلى أغلب المكالمات التي تأتى إلى خط نجدة الطفل وتدور كلها حول خوف الأم من تأثير عدم ختان البنت على صحتها الإنجابية، أو العلاقة بين ختان الإناث والثقافة الجنسية. تقرير خط نجدة الطفل المجاني 16000 كشف عن أن الخط استقبل خلال الأعوام الأربعة الماضية 4821 بلاغا يدور حول ختان اناث، أى أكثر من ألف بلاغ كل عام، بعضها يدور حول بلاغات ضد أطباء يمارسون هذه العادة، وبعضها الآخر يدور حول طلب مشورة طبية أو نفسية أو دينية تدور حول ختان الإناث. وكان على قمة المتصلين الأم وبنسبة وصلت إلى 57% ويحتل الأب النصيب الأكبر منها بنسبة 30% والأم نسبة 26%، مما قد يفسر بمدى تأثر الأم بالعادات والتقاليد الموروثة أكثر من الاب. بينما كانت نسبة الاتصالات الواردة من الطفل نفسه نحو 24%، وأغلبهم فى المرحلة العمرية تحت 12 سنة، ورغم انخفاض هذه النسبة تظل لافتة للانتباه، وتؤكد عدم تخوف الطفل وإدراكه بوجود من يستطيع مساعدته دون خوف. فى حين كانت الجدة فى المرتبة الأخيرة بنسبة 0.7% ويفسر هذا بما أثبتته الكثير من الدراسات حول أن الجدة فى الغالب هى صاحبة قرار إجراء الختان، وهو ما يعنى ضرورة استمرار حملات التوعية بأضرار عادة الختان والتأكد من وصولها لجميع فئات الأسرة.