يضع الكاتب محفوظ عبد الرحمن حاليا اللمسات النهائية على مسلسل «أهل الهوى» الذي يرصد من خلاله أحد أهم المراحل فى تاريخ مصر الحديثة حيث تمثل ثورة 1919 المحور الأبرز فى الأحداث وما أعقبها من شيوع حالة من الزخم الثقافي والسياسي والفكري والفني في البلاد. ورفض عبد الرحمن اختزال المسلسل في اعتباره سيرة ذاتية للشاعر الراحل بيرم التونسى، وقال: أنا ضد فكرة البطولة المطلقة، والبطل لدى فى العمل هو الزمن.. عندما كان الجميع مرتبطا بالوطن والمثل والقدوة، والفترة التي شهدت إفرازات على جميع المستويات الحياتية وعلى رأسها إفرازات بشرية مثل مصطفى كامل وسيد درويش وسميرة موسى وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم كثيرون. وأوضح أنه كان يخشى أن يتحول العمل إلى «اسكتشات» في حال تناول كل تلك الشخصيات، ومن هنا فضل اختيار بيرم التونسى ليكون الشخصية المحورية من خلال فكرة رئيسية للعمل تتساءل: هل يمكن للناس أن يجتمعوا معا ويعقدوا اتفاقا ضمنيا للوصول إلى نظام صحيح دون أن يلتقوا فكريا؟. وشدد عبدالرحمن على أن العمل يحمل إسقاطا تاريخيا على الحاضر، وقال: إذا كان العمل التاريخى لا يحمل إسقاطات على الحاضر فليلقى فى «القمامة» لأنه سيكون عملا أجوف، والعمل التاريخى يقدم ليخاطب الحاضر ويطرح الأسئلة عن المستقبل، أما اذا كان من قبيل التسلية فلن يكون له قيمة، وهذا ما أوقعنى فى غرام الأعمال التاريخية منذ 40 عاما. وتطرق الكاتب الكبير إلى أهم الإسقاطات التى يطرحها فى العمل قائلا: أركز على فكرة العقد الاجتماعى الذى يجمع الناس على هدف مشترك وهذا ما نفتقده الآن.. ورغم الاحتلال الذى كان الناس يتكاتفون لمناهضته فقد كانت هناك مشرعات ضخمة.. أولها ثوره دعمت الوحدة الوطنية كما تم إنشاء جامعات وجمعيات ثقافية وصحف وكانت فترة مخاض لعصر الأدباء العظام كالحكيم وطه حسين والعقاد وشوقى وحافظ وغيرهم. ورفض عبدالرحمن الإفصاح عن أسماء فريق العمل خوفا من تعاقدهم على أعمال أخرى، موضحا أنه ما إن يعلن اسم البطل أو المخرج حتى تتهافت عليه بعض شركات الإنتاج ليتفقوا معه على أعمال أخرى. ونفى عبدالرحمن سعيه إلى تشويه العصر الملكى من خلال الأحداث، مشيرا إلى الملك فؤاد على سبيل المثال وراء إجهاض ثورة 19 وكان من أسوأ من حكموا مصر ولكن من الظلم طرحه دون ذكر بعض حسناته القليلة ومنها مثلا إنشاء الجامعة وتدشين عدد من المؤسسات الوطنية والثقافية. وأكد أيضا أنه سيكتب عما يراه الحقيقة من وجهة نظره لأنه لا يقع تحت تأثير أفكار أى شخص، كما أنه يؤمن أيضا بأنه لا يوجد شىء مطلق فمثلا فاروق عام 38 كان معبود الجماهير ولكنه يختلف عن فاروق 48 وأيضا عن فاروق 52 وهذه هى طبيعة التاريخ أن يختلف الشخص تبعا للعديد من المؤثرات. وأبدى عبدالرحمن أسفه لما يحدث الآن فى أعمال السيرة الذاتية بعد أن باتت تعتمد على اختيار الشخصية التى ستأتى بإيرادات ونسبة مشاهدة أعلى وليس الشخصية الأهم فى تاريخ مصر. ورفض عبدالرحمن اتهامه بالسير على هذا النهج فى مسلسل «أم كلثوم» بدعوى أنه قدمها بصورة مثالية فى حين تطرق صناع مسلسل «أسمهان» إلى الجوانب السلبية فى حياتها، وأوضح مستنكرا : أعتقد أن أسمهان خرجت مثالية أكثر من أم كلثوم لأنه لو تصدى لكتابة مسلسل «أسمهان» بنفسه لدخل السجن بسبب ما كان سيكتبه وتم تجاهله فى المسلسل الذى عرض، خاصة أنها كانت جاسوسة ثلاثية لإنجلترا وفرنسا وألمانيا وأشياء أخرى شخصية أيضا فى حياتها. وحول ما أعلنته محافظة حلوان عن إقامة مهرجان مسرحى يحمل اسمه، قال بسعادة: سيتعجب البعض إذا قلت إنه على الرغم من خوضى تجربة الكتابة لجميع أنواع الفنون فإن حبى للمسرح يمثل 90% من حبى للكتابة، والأكثر دهشة أننى فضلت الابتعاد عنه لأنه منذ كتاباتى الأولى فيه وحالته منهارة تماما ورديئه جدا حتى إننى أشعر تماما كرجل يحب امراة سيئة السمعة، وهذه مأساة حقيقية.