أكد وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أن حكومته تنتظر من الاجتماع الدولي حول اليمن الذي تستضيفه لندن الأربعاء، التزاما بدعمها ماديا وامنيا لمكافحة التشدد، وبدعمها سياسيا عبر التأكيد على وحدة البلاد واستقرارها. وقال القربي في لقاء مع خبراء وإعلاميين في معهد شاتهام هاوس للدراسات مساء الثلاثاء: "ما نريد من هذا الاجتماع هو الالتزام. نريد إعلانا من هذه المجموعة من الدول، وقد تنضم دول أخرى في المستقبل، يشمل التأكيد على الالتزام بمواجهة تحديات التنمية في اليمن". وذكر أن: "جزءا مهما من ذلك هو تطبيق القائمة المصغرة من برنامج الإصلاح التي تعطيها الحكومة أولوية والتي تضم عشر نقاط". وقال القربي الذي وصل إلى لندن للمشاركة في اجتماع لندن ضمن وفد رسمي يرأسه علي مجور رئيس الوزراء إن النقطة الثانية مما تتوقعه صنعاء من الاجتماع هو التأكيد على "بناء قدرات اليمن على محاربة التشدد". واعتبر أن ذلك: "جزء من برنامج التنمية إلا أنه يضم وجها آخر يتعلق بالأمن إذ يتضمن بناء قدرات الوحدات اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب". إلا أن القربي قال أيضا أن حكومته بحاجة إلى دعم سياسي. وتواجه صنعاء تمردا شرسا في شمال البلاد وحركة احتجاجية انفصالية واسعة النطاق في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة قبل 1990. وقال القربي إن: "النقطة الثالثة من توقعات الحكومة تتعلق بالوضع السياسي في اليمن وبالطريقة التي يتم تصوير الاجتماع في العالم العربي على انه اجتماع للتدخل في شؤون اليمن الداخلية وليس لمساعدة اليمن والعمل معه لمواجهات التحديات". وأضاف: "بالتالي يجب أن يكون هناك إعلان واضح بأن الاجتماع هو لدعم وحدة اليمن واستقرار اليمن". ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى لندن للمشاركة في اجتماع اليمن الذي يعقد الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت جرينيتش ويستمر ساعتين فقط، وذلك عشية مشاركتها في المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي تجتمع فيه أكثر من ستين دولة في العاصمة البريطانية للبحث خصوصا في سبل تعزيز استقرار أفغانستان. وتشارك 24 دولة على مستوى وزراء الخارجية أو من ينوب عنهم في الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون في أعقاب محاولة الهجوم الفاشلة التي استهدفت طائرة أمريكية يوم عيد الميلاد والتي نفذها انتحاري نيجيري ترددت أنباء أنه تلقى التدريب في اليمن. واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ معقلا له في اليمن بتدريب وتجهيز الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب من أجل تفجير الطائرة التي كان على متنها 253 شخصا. وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم، كما تبناه الأحد زعيم القاعدة أسامة بن لادن شخصيا في تسجيل صوتي. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن اجتماع لندن سيتطرق إلى المساعدة التي يجب تقديمها للحكومة اليمنية من أجل تحسين وضع الأمن واستئصال القاعدة فضلا عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويبقى الموضوع الإنمائي الأكثر إلحاحا بالنسبة لصنعاء التي تعتقد انه في أساس مشكلة التطرف وسائر مشاكل اليمن. المساعدات الدولية وقال القربي إن المساعدات الدولية التي تقدم لليمن في مجال التنمية غير عادلة. وذكر أن اليمن في أسفل قائمة الدول الحاصلة على الدعم الدولي. وأضاف أنه نسبة لعدد السكان، فإن اليمن يحصل على نصف ما تحصل عليه آخر دولة قبل اليمن في مجال المساعدات التنموية الدولية. وأوضح القربي أن 65% من سكان اليمن هم ما دون الخامسة والعشرين وعندما يكون المرء دون هذه السن يكون ثوريا، فكم بالحري إذا وجد نفسه من دون فرصة للعمل وللمستقبل. واعتبر أن هؤلاء الشباب "هدف سهل للتشدد. ويعيش 60% من سكان اليمن تحت عتبة الفقر، وهو يعد أفقر دولة في الشرق الأوسط ومن أفقر الدول في العالم. وكانت الدول المانحة تعهدت في مؤتمر استضافته لندن في 2006 بتقديم 7،4 مليار دولار لليمن. وقد أتت التعهدات بالدفع حينها بنسبة 80% تقريبا من دول مجلس التعاون الخليجي. إلا أن السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلوت قال للصحفيين في لندن أن اليمن لم يحصل حتى الآن إلا على 7% من المبالغ الموعودة. ن. نائب الرئيس اليمني السابق يدعو اجتماع لندن إلى دعم حق تقرير المصير لليمنيين الجنوبيين ومن جانب أخر, دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض المشاركين في الاجتماع الدولي حول اليمن الأربعاء إلى دعم "حق تقرير المصير" لليمنيين الجنوبيين/ متهما صنعاء برعاية الإرهاب وباستخدام الدعم الدولي لها من أجل سحق الحركة الاحتجاجية في الجنوب. واستنكر البيض، الذي يعد من أبرز قياديي "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال عن الشمال، عدم دعوة أي من ممثلي الحراك إلى الاجتماع الذي تستضيفه لندن، وذلك في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون. وقال البيض المقيم في المنفى في رسالته التي وزعت بالإنجليزية: "إننا في الجنوب نعول على هذا المؤتمر لكي يقف أمام قضية شعبنا الرازح تحت الاحتلال، ونناشد الضمير الدولي أن يتحمل مسئولياته كاملة في تأمين الحماية لشعبنا ومساندته في نضاله من اجل حقه في تقرير مصيره من خلال استفتاء شعبي تحت رعاية الأممالمتحدة". وإذ أقر بأن تنظيم القاعدة يحاول أن يجد "موطئ قدم" في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى عام 1990، أكد البيض أن "أبناء الجنوب يتعهدون أمام المجتمع الدولي بأن يتحملوا مسئوليتهم كاملة في منع الإرهابيين من استخدام أراضيهم, وسوف يعملون بشتى الوسائل لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على بؤره". وكان الطيران اليمني قد نفذ في محافظة ابين الجنوبية الشهر الماضي غارة قالت صنعاء إنها استهدفت معسكرا للقاعدة وأسفرت عن مقتل عدد من عناصرها، فيما أكد البيض في وقت سابق إضافة إلى مصادر من السلطة المحلية بأن الغارة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين. يذكر أن اليمن كان يرزخ تحت الاحتلال البريطاني, تم خرج المحتل عام 1967 وهو ما مهد إلي قيام الدولة اليمنية الجنوبية والتي دخلت بعد سنوات في وحدة مع اليمن الشمالي لتكون الجمهورية اليمنية.