بصوت متهدج يقاوم الدموع، وابتسامة تفرض ذاتها على الألم، روت المدونة سامية جاهين، ابنة الشاعر الراحل صلاح جاهين، تفاصيل علاقتها العائلية بالفنان عهدي صادق والذي رحل صباح اليوم عن عالمنا عن عمر 76 عامًا، تاركًا خلفه رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية في الدراما والمسرح والسينما والإذاعة. عهدي صادق، الوجه المصري الأصيل الذي أجاد لعب دور الأجنبي مثلما برز في دور «تودري» بمسلسل زيزينيا، مثلما برع في تقديم القوالب الكوميدية والدرامية بشتى أشكالها؛ وكأنه يستمتع أثناء التمثيل، وينسج خيوط موهبته على الأدوار التي يقدمها. ثنائية «عهدي صادق وصلاح جاهين» بدأت منذ أن التحقت الفنانة منى قطان -زوجة الشاعر صلاح جاهين- بمعهد الفنون المسرحية في دفعة الفنان عهدي صادق. تروي سامية جاهين ل«الشروق»، أن عهدي صادق ولفيف من أبناء جيله أمثال مطفى متولي وسمية الألفي وشوقي شامخ وصبري عبدالمنعم وأحمد زكي وغيرهم، تلاقوا اجتماعيًا وثقافيًا وفنيًا، وكان بيت صلاح جاهين هو المحتضن لشلة الفنانين الشباب. «عمو عهدي كان أقربهم لقلب بابا»، هكذا تحدثت بتلقائية عن صديق والدها ووالدتها والذي باتت تلقبه ب«عمي» دلالة عن أنه أكثر من مجرد صديق عائلة. تكمل: «بابا كان يحب كل هذه الشلة وأطلق عليهم شلة الجرذان، ولكنه وجد في عهدي صادق النهم والتطلع لمعرفة المزيد من الأدب والثقافة، لذلك كان يرافقه دائما، وفي مرة اصطحبه إلى جريدة الأهرام ليجد عهدي نفسه أمام يوسف إدريس ولفيف من القامات الصحفية والأدبية داخل هذا الصرح الكبير». علاقة «صلاح جاهين وعهدي صادق» ظلت ممتدة حتى رحيل الشاعر الكبير ورسام الكاريكتير الاستثنائي، ولكن ظل «عهدي» متمسكًا ب«العهد» صادقًا في مشاعره تجاه الأم منى قطان، والابنة سامية جاهين. تروي سامية: «بعد وفاة والدي، كان عهدي صادق هو الوحيد الذي سٌمح له بالتواجد في حياتنا، وكان دائما الأب الذي عوّضني عن رحيل والدي الذي غاب عن الدنيا وأنا في عمر 6 سنوات، عهدي صادق كان ينغمس في كل تفاصيل حياتي من الطفولة حتى الزواج.. كان أبًا حقيقيًا بكل ما تعنيه الكلمة من المعاني». لم تستطع كتم دموعها وهي تتحدث عن «عهدي صادق» الأب، لتنهي حديثها معنا بجملة: «الذكريات مع عمو عهدي لا تنتهي.. كان دائما يقول على والدي إنه الملك.. أي محبوب المصريين وملك قلوبهم، ومهما تحدثت لن أعبر عن قيمته أو أوفيه حقه». أرسلت لنا سامية جاهين، صورة جمعت بين والدها ووالدتها مع الراحل عهدي صادق، ذكرت أنها كانت في بداية سبعينيات القرن الماضي، بعد أحد العروض المسرحية للراحل عهدي صادق. كما قدمت لنا صورة للفنان عهدي صادق، بريشة وتوقيع الراحل صلاح جاهين بتاريخ أكتوبر 1973.