يتصور المسئولون عن الموسيقى فى مصر، أن المهرجانات الغنائية خلقت للتسلية، والترفيه عن الناس. لذلك لم يكن غريبا أن نلاحظ تراجع عدد المهرجانات الغنائية فى مصر بشكل ملحوظ، وحتى هذا القليل منها أصبح يعمل بمنطق يغلب عليه لغة المصالح، وبالتالى فقدت هويتها، والهدف الأساسى من إقامتها، فقدنا وسائل اتصال كثيرة بكل الدول المحيطة بنا، فى الوقت الذى نجد فيه دولة مثل إسرائيل تحاول فتح قنوات للاتصال بالعديد من الدول خاصة الأفريقية عن طريق المهرجانات الموسيقية. وأبرز هذه المهرجانات مهرجان الطبول والموسيقى الأفريقية، والذى أقيم فى نهاية أبريل الماضى بمدينة كيبوتز انبار وشارك فيه فنانون أفارقة ممن يهتمون بهذا الفن وهى تحاول من خلال هذا المهرجان التوغل إلى قلب أفريقيا ومد جسور للتعاون معها وجذب أنظار ملايين الأفارقة نحوهم خاصة أنهم يستخدمون الموروث الشعبى، لدى أفريقيا ممثل فى هذا الشكل الموسيقى لكى يضمنوا تجاوب القارة السمراء. وإسرائيل لا تقيم هذا المهرجان فقط بل هناك مهرجان البحر الأحمر لموسيقى الجاز الذى يقام بمدينة إيلات فى الفترة من 23 إلى 26 أغسطس من كل عام. وهذا المهرجان بدأ عام 1987، ويهدفون من خلاله لجذب فنانين من جميع أنحاء العالم والمعروف أن الجهاز جذوره أفريقية وهو يعتمد على لغة تشبه إلى حد ما الارتجال فى الموسيقى العربية، أى أن العمل الموسيقى له قوام، ويقوم كل فنان بإضافة من خياله، وموهبته، إلى العمل الأساسى. وهناك مهرجان سلم يعقوب للفولكلور، وهو يقام بمدينة نوف غينوسار. ولم تتوقف المهرجانات هناك عند هذا هذا الحد بل إنهم يقيمون مهرجانات للموسيقى العربية، منهم مهرجانان للعود، الأول مهرجان العود الدولى فى أورشليم القدس والثانى مهرجان تل أبيب للعود الذى يقام فى أغسطس من كل عام وهذه المهرجانات يقام فيها حفلات لأغانى عمالقة الغناء أم كلثوم، وعبدالوهاب، وعبدالحليم، وفريد الأطرش فى شكلها التقليدى «الكلاسيكى». نوعية هذه المهرجانات التى تقدمها إسرائيل تعكس رغبتها فى فرض سيطرتها ونفوذها من خلال التوغل سواء فى أفريقيا أو بلاد العرب، من خلال أسهل وأقصر طريقة للتوغل، وهى الموسيقى.