تعد شركة سيسكو الأمريكية Cisco أحد أهم اللاعبين فى سوق الأجهزة وشبكات المعلومات فى العالم، محققة أرباحا بلغت 13.50 مليار دولار فى عام 2009 وحدها، وتساهم سيسكو عن طريق فرعها والعديد من شركائها فى مصر بجهود كبيرة فى مجال شبكات المعلومات وتدريب وتأهيل الكوادر المصرية. إلفن ريلى مدير السياسات الاستراتيجية بشركة سيسكو العالمية تحدث ل«الشروق» عن أحدث أنشطة شركته فى مصر وتقييمه للاستثمارات فى قطاع تكنولوجيا المعلومات. ما أهمية وجود شركة سيسكو فى مصر فى الوقت الحالى؟ تكمن أهمية مصر فى أنها نقطة الالتقاء بين الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وتملك مناخا استثماريا جيدا، وبيئة اقتصادية وسياسية مستقرة، بالإضافة إلى أن لديها قوى عاملة ذات تعليم عال وموهبة، وهو ما أدى إلى حدوث نمو مضاعف بشكل ثابت فى مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بمصر والشرق الأوسط قبل حدوث الأزمة العالمية، وحتى أثناء الأزمة حافظت على نسب النمو بشكل فردى. سيسكو لديها فى مصر نحو 50 موظفا، ضمن فريق سيسكو بالشرق الأوسط الذى يبلغ عدده نحو 500 موظف، بالإضافة إلى عدد من الشركاء المحليين لديهم المئات من الموظفين يعملون على نشر تطبيقات وتكنولوجيا وحلول سيسكو. يوجد لدى مصر ميزة أن سكانها فى سن الشباب، فأكثر من 50% من سكان مصر دون الخامسة والعشرين عاما، ويعتبر ذلك بالتأكيد ثروة بشرية هائلة، فعادة ما يميل الشباب إلى استخدام الوسائل السريعة لمعرفة التكنولوجيا الجديدة للتعليم والترفيه أيضا، وسيسهم هذا الوضع إلى حد كبير فى تقديم القدرات اللازمة لقوة العمل الماهرة. ما أهم المبادرات التى أطلقتها الشركة فى مصر؟ تسعى سيسكو إلى مشاركة الآخرين لتنمية الموارد البشرية وتوفير فرص للجميع فى جميع أنحاء المنطقة، ولذلك قمنا بإطلاق برنامج أكاديمية سيسكو لشبكات الإنترنت، ومن خلاله قامت الشركة بعمل شراكة مع الحكومة المصرية ومؤسسات تعليمية لإنشاء 468 أكاديمية لشبكات الإنترنت. ونسعى للوصول بعددها إلى 1000 أكاديمية داخل مصر، ومن خلالها نقدم برنامجا تعليميا عبر الإنترنت، بالتعاون مع مدربين محليين وبيئة تدريب معملية، وهو ما يعد الطلبة لتصميم وبناء وتشغيل وصيانة شبكة الإنترنت، حيث يوجد أكثر من 17 ألف طالب مستفيد حاليا من هذه البرامج داخل مصر. كذلك كانت سيسكو رائدة فى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى التعليم، وتعتبر أكاديميات سيسكو لشبكات الإنترنت مثالا على هذا، فقد حققت الأكاديمية بالتعاون مع الحكومة وشركات تكنولوجيا المعلومات العالمية ومؤسسات المجتمع المدنى الدولية نموا مطردا خلال عام واحد بلغ 119%، حيث بلغ عدد الأكاديميات التى تعمل تحت مظلة برنامج سيسكو للشبكات 35 أكاديمية، وبلغ عدد الخريجين من أكاديمياتها المنتشرة فى العديد من محافظات مصر 315 خريجا فى منتصف هذا العام، كما أن هناك أكاديميتين إقليميتين بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعشر أكاديميات محلية. وما تقييمك لمساهمة سيسكو فى قطاع الإنترنت؟ تتمثل رؤية سيسكو فى «تغيير طريقة عملنا وعيشنا واللعب والتعليم»، وتفتخر سيسكو بمشاركتها فى تزويد الأفراد بالمعدات الأساسية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والبنية لتحتية للإنترنت، عن طريق توفير الخدمات القائمة على بروتوكول الإنترنت والتى تدعم الصوت والبيانات والفيديو بالإضافة إلى الحلول الأمنية، مما يشجع على ممارسة حرية التعبير، والوصول إلى المعلومات، والتدفق الحر للمعلومات، وزيادة الإنتاجية، والتنمية البشرية والاجتماعية. هل تقدم الحكومة المصرية التسهيلات اللازمة لاستثماراتكم، وهل توجد أى عقبات تعوق عملكم هنا؟ كان للمبادرات التى قامت بها الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الاتصالات وغيرها من المنظمات المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتطوير وتوسيع قطاع الاتصالات أثرا إيجابيا على استثماراتنا فى مصر، بداية بطرح شبكة المحمول الثالثة. وانشاء شركات اتصال جديدة لربط المجتمعات وتوسيع استخدام النطاق العريض للانترنت، بالإضافة إلى المبادرات المهمة مثل «حاسب لكل بيت»، و«كمبيوتر محمول لكل طالب». كما تواصل الحكومة العمل على إيجاد بيئة تنافسية، بتشجيعها إنشاء مراكز الاتصال والاستفادة من مجتمع المعلومات فى تحقيق المزيد من النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل. ويعتبر برنامج أكاديمية سيسكو لشبكات الإنترنت، ومبادرة التعليم المصرية ومبادرة السيدة سوزان مبارك لنشر ثقافة السلام، مساعدة لمصر على مواجهة احتياجات بناء القدرات. كيف سيغير استخدام اللغة العربية واللغات الأخرى فى أسماء النطاقات من وجه الإنترنت؟ من المؤكد أن إدخال أسماء النطاقات الدولية سيجعل الإنترنت أكثر سهولة فى الاستخدام لملايين الأشخاص حول العالم من المتحدثين بلغات غير لاتينية، ولا شك أن هذا سيجعل الإنترنت أكثر شمولا وأكثر تشجيعا على خلق المزيد من المحتوى باللغات المحلية. وقريبا سوف تتاح أسماء النطاقات الدولية باللغة العربية وبلغات أخرى مما يؤدى إلى زيادة قيمة شبكة الإنترنت للجميع. وليس فقط لهؤلاء الذين يستخدمون هذه اللغات. وعندما يمكن للناس التواصل بحرية، والحصول على المعلومات، وتوفر لها الفرصة لمزيد من تطوير النفس وتصبح أكثر انتاجية، فسوف تعود الاستفادة على الجميع من خلال المساهمات التى تقدمها إلى حياتهم الخاصة وإلى المجتمع ككل.