قدمت أكثر من 2500 شركة تكنولوجيا عالمية أكثر من 20 ألف منتج جديدا، فى «معرض إلكترونيات المستهلك» Consumer Electronic Show (CES)، والذى يعد واحدا من أكبر المعارض التقنية فى العالم، بعدما استمر فى الانعقاد بشكل منتظم فى الولاياتالمتحدة فى شهر يناير من كل عام، منذ عام 1967 برعاية اتحاد إلكترونيات المستهلكين والذى يعد منظمة التجارة الخاصة بصناعة إلكترونيات المستهلكين الأمريكية. أقيم المعرض، هذا العام، فى الفترة من 7 10 يناير الحالى فى مدينة لاس فيجاس الأمريكية، وشارك فيه عدد ضخم من شركات التكنولوجيا الكبيرة والصغيرة فى كل التخصصات، وحضره أكثر من 120 ألف متخصص ومهتم بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى العالم؛ نظرا لما حمله معرض العام الحالى من ملامح عديدة لما ستكون عليه صناعة التكنولوجيا والإلكترونيات فى العقد القادم. جاءت أهمية معرض هذا العام مع انطلاقه مع بداية عقد جديد، وبعد عام الأزمة الاقتصادية التى أضرت بالاقتصاد العالمى، بما فيها شركات التكنولوجيا، حيث عانى معظمها من ركود كبير فى المبيعات؛ لذا سادت حالة من الترقب لما سوف تسفر عنه الأمور طوال العام الماضى، وبدت واضحة فى أجواء المعرض، الذى شهد إطلاق العديد من التقنيات الجديدة أو التى يتم الحديث عنها منذ فترة طويلة، منها على سبيل المثال التقنيات ثلاثية الأبعاد، سواء بالنسبة للتليفزيونات أو الطباعة وغيرها، كما تألقت شاشات التليفزيون الكبيرة والرقيقة ذات القدرة على الاتصال بالإنترنت، لعرض الوسائط المتعددة، وتشغيل بعض البرامج الخاصة وغيرها، من الأفكار التى ساد الكلام عنها أوساط صناعة التكنولوجيا والتقنيات خلال الفترة الماضية. وحققت أجهزة القراءة الإلكترونية e-readers وجودا مميزا إلى جانب الجيل الجديد من أجهزة الكمبيوتر اللوحية Tablet Computers، بالرغم من الغياب الرسمى لشركة آبل، التى يتوقع أن تطلق جهاز الكمبيوتر اللوحى الأول خلال شهر مارس القادم، بعد أن كان متوقعا إطلاقه خلال الشهر الحالى، كما شهد المعرض، أيضا، المزيد من التليفونات المحمولة التى تعمل بنظام أندرويد من جوجل رغم غياب جوجل رسميا أيضا، وكذلك التليفونات المحمولة الناقلة للبث التليفزيونى المجانى Mobile DTV، بالإضافة إلى مشروع ناتال من مايكروسوفت، وهو أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا ألعاب الفيديو فى العالم، لاستخدام حركات الجسم فى اللعب بدلا من أذرع التحكم التقليدية. وعرضت معظم الشركات جهودها للحفاظ على البيئة واستخدام تقنيات من شأنها تخفيض انبعاثات الكربون، الشىء الذى يراه بعض المراقبين متعارض تماما مع هذا الكم من الأجهزة الضخمة مثل التليفزيونات، والتى تستهلك كما كبيرا من الطاقة، وتزيد من أعباء مخلفات الأجهزة على البيئة، حيث يتم تشجيع الجميع على استبدال تقنيات قديمة بأخرى جديدة، بدعوات محمومة لشراء وتسوق لا ينقطعان. البعد الثالث رغم الحماس الزائد من معظم شركات صناعة التليفزيونات الكبرى مثل سونى وسامسونج وتوشيبا وإل جى، لتقديم أحدث ما توصلوا إليه من شاشات التليفزيون ثلاثية الأبعاد 3D TVs، والتى تحتاج لنظارات خاصة لمشاهدتها، فإن مراقبين عديدين أكدوا أنها لم تحظ بالدرجة، نفسها، من الحماس فى مقابل ما حصدته فى معرض العام الماضى؛ حيث كانت تعرض فيه بكثرة، ويقول أولئك المراقبون إنهم لا يتوقعون إقبالا قريبا من المستهلكين حول العالم لاقتناء تلك الأجهزة لأسباب عديدة، منها أنها لا تزال مكلفة جدا قياسا بالتليفزيونات التقليدية ثنائية الأبعاد، بالإضافة إلى أنه لا يوجد بعد الكثير لمشاهدته عبر تلك التليفزيونات ثلاثية الأبعاد، حيث إن إنتاج أفلام أو برامج خاصة لعرضها هناك لا يزال فى البدايات، ولا يوجد الكثير من الأفلام مثل فيلم Avatar يمكنك شراء تليفزيون بهذا السعر من أجله. فى نفس الوقت قد يحالفك بعض الحماس لاقتناء كاميرا رقمية منزلية لالتقاط الصور والفيديو بشكل ثلاثى الأبعاد، مثل الكاميرا التى طرحتها شركة فوجى فيلم اليابانية، ذات العدستين، والتى ينبغى لمشاهدة إنتاجها من الصور والفيديو ارتداء نظارة خاصة أيضا، هذا بالإضافة لبعض الشركات التى طرحت تقنيات لطباعة ثلاثية الأبعاد بالألوان الطبيعية والملمس الذى تريد، وهو شىء معقد ومكلف بحيث لا نتوقع رؤيته فى منازلنا قريبا على أى حال. تليفزيونات الإنترنت أضافت العديد من شركات صناعة التليفزيونات مثل توشيبا وإل جى وباناسونيك، برامج خاصة على أجهزتها تدعى widgets، تتيح للمستخدم الحصول على العديد من الخدمات والتطبيقات على التليفزيون عبر الإنترنت، مثل خدمة الفيديو «يوتيوب»، وخدمة التدوين القصير «تويتر»، وخدمات الأخبار النصية وغيرها. كما يمكن إجراء دردشة الفيديو من موقع سكايب عبر التليفزيون أيضا، فى طفرة تقنية لا تزال فى البدايات. أجهزة القراءة فى كل مكان الأمر لم يعد متعلقا فقط بالحديث عن جهاز كيندل الشهير من أمازون أو جهاز سونى إى ريدر، فأجهزة القراءة الإلكترونية e-readers باتت مجالا للاهتمام من شركات أخرى عديدة كبيرة وصغيرة، نظرا للتوقعات الجادة بمزيد من انتشارها فى المستقبل القريب بشكل قد يشابه انتشار التليفونات المحمولة. ومع ظهور الجيل الثالث من تلك الأجهزة فى معرض هذا العام، بات الأمر يتخطى مجرد تصفح نسخ من الكتب على صفحات إلكترونية، فالأجهزة الجديدة باتت بالألوان بدلا من الأبيض والأسود مع قدرة جيدة على إظهار النصوص فى كل أنواع الإضاءة، بالإضافة للشاشات التى تعمل باللمس، ودعم ملفات البى دى إف، مع توقعات مع دعمها قريبا لملفات الوسائط المتعددة مثل الفيديو، ولكن تبقى أسعارها المرتفعة عائقا نسبيا أمام تسويقها، حيث يتخطى سعرها فى كثير من الأحيان حاجز 500 دولار أمريكى. الألواح والكتب الذكية وشهد معرض إلكترونيات المستهلك كذلك انطلاق فئتين جديدتين من أجهزة الكمبيوتر، هما الmini-laptops وهى أجهزة كمبيوتر محمولة صغيرة يطلق عليها أيضا اسم «الكتب الذكية» أو Smartbooks، وتهدف لسد الفجوة بين التليفونات المحمولة الذكية، وأجهزة تصفح الإنترنت Netbooks، وتتميز أساسا بخفة الوزن، وقدرتها الجيدة على الاتصال بالإنترنت، وشاشات ذات حجم مناسب فى حدود عشر بوصات، مع وجود لوحة مفاتيح كاملة. بينما يبدو أن هذا العام سيكون عاما مهما لأجهزة الكمبيوتر اللوحية Tablet Computers، فبعيدا عن الجهاز اللوحى المتوقع من آبل، والذى قد يكون اسمه «آى سليت» iSlate، يبدو أنه يوجد شركات أخرى عديدة مهتمة بتلك الأجهزة ذات الشاشات العاملة باللمس دون لوحات مفاتيح، ولها قدرات عالية على الاتصال بالإنترنت وعرض ملفات الوسائط المتعددة مثل الأفلام والصور وغيرها. مثل مايكروسوفت التى عرضت خلال المعرض جهازها اللوحى الأول بالتعاون مع شركة إتش بى والذى يعمل بنظام تشغيل ويندوز 7. تكنولوجيا السيارات قامت شركة فورد بتقديم عدة تقنيات جديدة تستعمل داخل السيارة، مثل نظام «سنك» SYNC من مايكروسوفت، لإعطاء الأوامر الصوتية لتغيير محطة الراديو أو إيجاد عنوان أو مكان تود الذهاب إليه، أو الاستعلام عن حركة المرور والبورصة والأبراج وعروض الأفلام بدور السينما، أو حتى الرد على تليفونك المحمول، كل هذا عن طريق إعطاء أوامر صوتية دون استخدام يديك على الإطلاق. بعض المزايا القادمة أيضا فى تلك التقنية ستشمل استقبال الرسائل من تليفونك المحمول وقراءتها لك بالصوت، الاستماع إلى تحديثات أصدقائك على مواقع فيس بوك وتويتر، وغيرها من الأشياء التى قد تغير مستقبل القيادة. تكنولوجيا نظيفة خضراء بغض النظر عن كونها مجرد وسيلة للدعاية أو التسويق فقط، فيبدو أن شركات التكنولوجيا الكبرى فى العالم بات لديها حس من المسئولية تجاه التغيرات البيئية العنيفة التى يشهدها العالم، بمحاولات جادة لمراعاة تقليل الأضرار للبيئة عن طريق ما يسمى بالتكنولوجيا الخضراء أو النظيفة أو الصديقة للبيئة وغيرها من التسميات، وهو ما ظهر بشكل كبير خلال معرض العام الحالى. وأشكال المحاولات تتعدد بين تصميم أجهزة ذات استهلاك أقل للطاقة، واستخدام مواد معاد تدويرها، وإطلاق المبادرات لإعادة تدوير الأجهزة المتهالكة. للمزيد شاهد الموقع الرسمى للمعرض: www.cesweb.org