مع تزايد توتر العلاقات بين المغرب والجزائر، أصبحت الدبلوماسية الإسبانية تواجه تحدياً كبيراً للحفاظ على التوازن في علاقاتها مع كلا البلدين، وفق صحيفة "إل باييس" الإسبانية. فما هو التحدي الذي تواجه أسبانيا، وما أسبابه، وكيف تعاملت مدريد مع الأزمة؟ خطاب محمد السادس تقول الصحيفة، في وزارة الخارجية الإسبانية، وفي أثناء إحياء الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء التي أدت إلى تخلي إسبانيا عن الصحراء الغربية يوم السبت الماضي، كان الخطاب الذي ألقاه محمد السادس قلقًا جداً، ليس بسبب محتواه بقدر ما هو بسبب اللهجة. وكان من المتوقع أن تعيد أسبانيا التأكيد على مغربية المستعمرة الإسبانية السابقة، لكن الملك محمد السادس انتهز الفرصة لإطلاق رسائل تحذير إلى إسبانيا والاتحاد الأوروبي. رسالة إلى الشركاء الأوروبيين وفي إشارة إلى الشركاء الأوروبيين، قال محمد السادس، لمن "يتخذون مواقف غير محددة بشأن الخلاف، إن المغرب لن يتخذ معهم أي خطوة اقتصادية أو ثقافية لا تشمل الصحراء المغربية. يأتي هذا الإشعار بعد أن ألغت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي اتفاقيات الصيد والتجارة مع الرباط لإدراج مياه وأراضي الصحراء الغربية، التي لا تعترف بسيادتها. نتوقع مواقف أكثر جرأة والأكثر إثارة للقلق كانت عبارة أخرى قالها ملك المغربي: هي"من حقنا الآن أن نتوقع مواقف أكثر جرأة وأوضح من شركائنا فيما يتعلق بمسألة وحدة أراضي المملكة"،فهو مشابه جداً لما قاله، في يناير الماضي ، رئيس الدبلوماسية المغربية ، ناصر بوريطة ، الذي حث الدول الأوروبية ، بما في ذلك إسبانيا ، على "الخروج من منطقة الراحة" والتدخل في نزاع الصحراء لصالح أطروحات الرباط. الاعتراف بمغربية الصحراء كان المغرب حريصًا على الإستفادة من اعتراف الرئيس ترامب بمغربية الصحراء، آنذاك، ثم جاءت الأزمة الدبلوماسية الخطيرة التي أثارها قرار استضافة زعيم البوليساريو للتعامل مع فيروس كورونا، لكن الرباط عادت إلى ساحة المغادرة لتضغط من جديد على أوروبا لتغيير سياستها بشأن الصحراء. علاقات ثنائية بين المغرب وإسبانيا كما أعرب السادس عن رغبته في بدء مرحلة غير مسبوقة في العلاقات الثنائية مع إسبانيا. وفي 12 أكتوبر، بمناسبة العيد الوطني لإسبانيا، هنأ نفسه على "العلاقات الممتازة" بين البلدين، لكن المغرب لم يتخذ بعد خطوة لتطبيع العلاقات، فهو لم يعد إلى مدريد سفيره الذي دعا إلى المشاورات في مايو. وكذلك لم يتم إعادة فتح الحدود مع سبتة ومليلية، ولا تزال الرحلة الأولى لوزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس إلى الرباط معلقة. خط الغاز المغاربي الأوروبي بعد انهيار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، قررت الجزائر إغلاق خط الغاز المغاربي الأوروبي (GME) ، الذي كان ينقل 6 آلاف متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إسبانيا عبر المغرب. وكانت الرباط الأكثر تضرراً من هذا القرار، فقد فقدت 7% من الغاز الذي تركته خسائر ، والمتضرر الثاني هو إسبانيا التي سيتعين عليها أن تعتمد علي الغاز المسال، وهو بالضرورة أكثر تكلفة. والتزمت الجزائر بزيادة قدرة مد خط الغاز، الذي يربط ساحل البلد المغاربي بساحل ألميريا، من 8 إلى 10 آلاف متر مكعب، لكن هذا لا يغطي الفجوة التي خلفتها منطقة الشرق الأوسط الكبير. محاولات مدريد تقول صحيفة "إل باييس" إن سعي مدريد لجعل علاقاتها متوازنة مع القوتين المتنافستين على الهيمنة في المنطقة المغاربية، بات شبه مستحيل بعد تصاعد التوتر على إثر اتهام الجزائر للرباط بالتورط في مقتل 3 جزائريين في الصحراء الغربية الأزمة المغربية الجزائرية يعود التوتر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، إلى العقود الماضية، ولكن شهدت الشهور الماضية توتر كبير في العلاقات بين الجارتين، وزادت حدة التوتر بعد أن اتهمت الجزائر المغرب بقصف مواطنيين جزائريين في الصحراء الغربية، وشدّدت الرئاسة الجزائرية في بيان على أن "اغتيالهم لن يمضي دون عقاب" في 1 نوفمبر الجاري. الصحراء الغربية تعد الصحراء الغربية سبب التوتر بين البلدين، حيث تطالب جبهة البوليساريو المدعومةً من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية أقرّته الأممالمتحدة عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سبتمبر 1991، فيما ترفض الرباط مدعومةً من باريس وواشنطن أيّ حلٍّ خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في هذه المنطقة الشاسعة،حسب وكالة فرانس برس.