شهد عام 2009، انخفاضا شديدا لصوت مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات المعروفة باسم حركة 9 مارس، رغم نشاطها الملحوظ فى السنوات الماضية التى شهدت إضرابا عاما وعددا من الوقفات الاحتجاجية ولقاءات مع د.هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى وتمثيل كبير فى ترشيح انتخابات نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة. «إحباط عام فى نهاية 2009» بحسب تأكيد د.هانى الحسينى العضو النشط بالحركة، الذى أشار إلى أنه فيما عدا الدعاوى القضائية، التى يرفعها بعض من أفراد الحركة ضد الوزارة وإدارة الجامعة لكان من الممكن أن نقول إن الحركة ماتت تماما. الإحباط كما تحدث عنه الحسينى كان بسبب المرحلة الصعبة التى اكتشف فيها أعضاء الحركة أن الحكومة لن تستسلم فيما يخص فك أى قيد من القيود الأمنية أو السياسية. وأضاف أنه ولم يكن هناك أى مظهر من مظاهر المقاومة لدور الأمن فى تعيين المعيدين مثلا ولكن العكس صحيح، بل أصبح الأمر علنيا ولم يعد أى شىء يتم فى الخفاء كما كان فى السابق. ويوضح الحسينى قائلا: «عام 2009 شهد منع أساتذة جامعات من السفر بسبب التدخلات الأمنية فى شئون الجامعة حيث رفض كل من د.محمد رجب من جامعة بنى سويف ود.فهمى فتح الله من جامعة الإسكندرية ملء استمارات أمنية قبل السفر إلى مهمة علمية. ويتابع: «كان لدينا حماس شديد للعمل على استقلال الجامعة وكسبنا بالفعل أرضية كبيرة وتأييد من قبل طلاب وأعضاء هيئة التدريس ولكن الاستبداد والفساد أصابونا بالإحباط». وقال الحسينى إن نظام زيادة دخول أعضاء هيئة التدريس مقابل تحقيق جودة الأداء داخل الجامعات أدى إلى نوع من الفساد، بعد دخول عدد من أساتذة الجامعات فيه تحت ضغط الظروف المعيشية، وحصلوا على مكافآت بالقطارة ثم توقف المشروع فجأة دون أن يدرى أحد متى بدأ ومتى انتهى ولماذا بدأ ولماذا توقف؟ على حد قوله. ورغم حالة الإحباط فإن الحسينى يشير إلى أجندة عمل نشطة فى مؤتمرهم السنوى فى مارس 2010 الذى يأتى مواكبا ليوم الاستقلال حينما قدم أحمد لطفى السيد مدير الجامعة المصرية فى مارس استقالته احتجاجا على تدخل الحكومة فى شئون الجامعة، حيث تستعد الحركة من الآن لنشر مسابقة علمية بين أجيال الشباب الباحثين تحديدا للمدرسين المساعدين والمعيدين تحت عنوان «الجامعة التى تحلم بها» والغرض منها سماع وجهة نظر الشباب لمشكلات الجامعة وإشراكهم فى وضع حلول عملية لتلك المشكلات ونشر الوعى بمفهوم استقلال الجامعة. ويشير إلى أن الحركة قررت رصد جوائز للفائزين لتشجيع مزيد من الشباب للاشتراك، ثم يستدرك ساخرا «حتى تعليق إعلان صغير عن المسابقة فى كلية العلوم جامعة القاهرة واجه مشكلات، حيث رفض أحد رؤساء الأقسام تعليقه رغم أن 9 مارس مجموعة جامعية وليست إرهابية حتى يخاف أحد من نشاطها المعروف». وحول أنشطة الحركة فى العام الجديد قال الحسينى أن الحركة بصدد عمل كتيب للإجابة عن سؤال: «هل ما يحدث فى التعليم الجامعى تطوير أم تدمير»، وسيتم توزيعه على المشاركين فى مؤتمر الحركة السنوى وسيكون بمثابة شهادة حالة للأوضاع الحالية وسيهتم المؤتمر بدعوة شخصيات عديدة من الخبراء وأساتذة الجامعات المرموقين للمشاركة فى تقييم المشروعات التى تجرى فى الجامعة وينتهون بوضع اقتراحات للتطوير.