فى صمت وبعد عناء مع المرض رحل عن عالمنا الدكتور مصطفى محمود العالم والمفكر الإسلامى الكبير فى أكتوبر الماضى عن عمر يناهز 88 عاما، ولم يشهد جنازته سوى المواطنين البسطاء الذين بكوه كثيرا، أما القيادات الدينية الرسمية فلم تحضر الجنازة ولم تقدم واجب العزاء فى الفقيد. من أشهر عبارات الراحل التى تلخص حياته قوله «لو سئلت بعد هذا المشوار الطويل من أكون؟! هل أنا الأديب القصاص أو المسرحى أو الفنان أو الطبيب؟ لقلت: كل ما أريده أن أكون مجرد خادم لكلمة لا إله إلا الله، وأن أكون بحياتى وبعلمى دالا على الخير». والدكتور مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهى نسبه إلى على زين العابدين ولد عام 1921، وكان توءما لأخ توفى فى نفس العام، وعاش مصطفى محمود فى مدينة طنطا، درس الطب وتخرج عام 1953 ولكنه تفرغ للكتابة والبحث، وألف الراحل 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى القصص والمسرحيات وأدب الرحلات، وتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة. وتميز أسلوب مصطفى محمود بالبساطة والرشاقة والقدرة على تقريب الأفكار والنظريات العلمية المعقدة إلى عامة الجمهور، خاصة من خلال برنامجه الشهير «العلم والإيمان» الذى قدمه التليفزيون المصرى وبثته العديد من القنوات العربية على مدار عدة عقود، وحظى بنجاح غير مسبوق، وبلغ عدد الحلقات التى قدمها الراحل الكبير من هذا البرنامج نحو 400 حلقة. كما أنشأ فى عام 1979 مسجدا يحمل اسمه تحول بمرور الوقت إلى مؤسسة اجتماعية خيرية تقدم المساعدات إلى عشرات الآلاف من الفقراء والمحتاجين، كما يضم المركز أربعة مراصد فلكية ومجموعة من المقتنيات العلمية النادرة. واتهمه منتقدوه بأن مواقفه السياسية متضاربة، تصل إلى حد التناقض فى بعض المواقف، إلا أنه لا يرى ذلك، وعرف مصطفى محمود بهجومه المتواصل على الصهيونية، وأكد أن اليهود وراء أى فساد مما تسبب فى لزوم حارس بباب منزله منذ سنوات، بتكليف من وزارة الداخلية، لحراسته بعد التهديدات التى تلقاها. وكان مصطفى صديقا شخصيا للرئيس الراحل أنور السادات ولم يحزن فى حياته أكثر من حزنه على مقتله وقال: «كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم». ومن أهم كتب الراحل: «الإسلام فى خندق»، «زيارة للجنة والنار»، «عظماء الدنيا وعظماء الآخرة»، «علم نفس قرآنى جديد»، «الإسلام السياسى والمعركة القادمة»، «المؤامرة الكبرى»، «عالم الأسرار»، «على حافة الانتحار»، «الله والإنسان»، «حوار مع صديقى الملحد»، «رحلتى من الشك إلى الإيمان»، «الزلزال»، وغيرها من الأعمال.