شهد عام 2009 العديد من الأزمات وأهمها أزمة القمامة التى كانت سمة الشوارع فى العام المنصرم. ويؤكد مسئولون أنهم لن يسمحوا بتكرار أزمة القمامة فى 2010. واستعدت وزارة البيئة لمواجهة الأزمة بكراسة لتحديد شروط عمليات التدوير والتخلص النهائى من مخلفات البلدية وسيتم توزيعها على جميع المحافظات للالتزام بها، وأخرى لتحديد عمليات الجمع والنقل والتى سيتم عرضها على مجلس الوزراء فى الفترة المقبلة إلى جانب تنفيذ مشروع قطار القمامة الذى سيقوم بنقل قمامة القاهرة للمقالب الرئيسية خارج المناطق السكنية. ووسط توقع عدد من سماسرة النظافة أن يسوء وضع النظافة بقدوم 2010 أكثر من العام المنصرف فيقول أشرف حورس كبير الزبالين بالقليوبية، إن اعتماد الشركة على مجموعة السماسرة تسببوا فى حدوث أزمة بيئية فيها حتى إن عددا من الزبالين تركوا مهنتهم ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 50% خاصة بعد ذبح الخنازير وعدم اهتمام المسئولين بمشاكلهم مع الشركات الأجنبية. ويقترح حورس أن تضع المحافظة شرطا ضمن اشتراطات البناء يلزم أصحاب العقارات بوضع أنبوب نظافة يتم توصيلة بشبابيك المطابخ ينتهى بصندوق للقمامة أسفل العقار ليسهل على عامل النظافة عملية الجمع. ومن جانبه يقول شحاتة المقدس كبير الزبالين بمنشأة ناصر أن 55 ألف زبالى بمنشأة ناصر إلى جانب عدد من زبالى المرج يعانون من البطالة فى الفترة الماضية بسبب تعنت الشركات الأجنبية ولم يجد الزبالون مخرجا من أزمتهم إلا بالموافقة على قيمة العشرة قروش عن الجمع السكنى للوحدة الواحدة بدلا من البطالة التى يعانون منها فى الوقت الحالى منذ ذبح خنازيرهم كما أنهم يعانون من قلة الدخل حتى إنه انخفض بنسبة 60 % بعد قرار التخلص من الخنازير وعدم فرز القمامة فى منشأة ناصر. ومن جانبه قال اللواء وجيه الرفاعى رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة إن القاهرة تستعد لاستقبال أهم المشروعات فى 2010 باستخدام السكة الحديد لنقل القمامة إلى المقالب الجديدة فى طريق الكريمات وطريق الواحات، وتقوم وزارة البيئة بدراسة المشروع فى الوقت الحالى وتحديد الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء عليه. وأشار الرفاعى إلى أن الهيئة ستفتح الباب للتعاقد مع الشركات الأهلية للنظافة فى 2010 بعد أن أثبتت نجاحها فى بعض المناطق مثل شركة خير وبركة التى تتولى نظافة منطقة عزبة خير الله. فى حين يؤكد اللواء محمد لبن رئيس هيئة النظافة الأسبق أن 2010 ستظل أزمة القمامة مؤرقة ليس فقط على إقليمالقاهرة الكبرى فقط ولكنها الأزمة التى تؤرق كل المحافظين على مستوى الدولة خاصة مرحلة إدارة المخلفات. ويرى لبن أن الحل يكمن فى إنشاء شركة قابضة للنظافة تكون لها فروع فى كل محافظة تكون هى المسئولة عن متابعة أعمال النظافة ويشير لبن إلى الاختلاف بين الشركة القابضة وبين الأجنبية يتمثل فى أن الأخيرة تهدف للربح لذلك تتجه لخفض عدد العمال النظافة والاكتفاء بجمع القمامة من الصناديق مرة أو اثنين يوميا وتتجاهل الشركات الأجنبية نظافة الأماكن البعيدة عن الرقابة، بينما تهدف الشركة القابضة إلى رفع مستوى الخدمة فى المقام الأول كما حدث مع شركة الفسطاط بعد أن رفضت كل الشركات الأجنبية تحمل مسئولية نظافة المنطقة الجنوبية. ويقول لبن إن الحكومة وضعتنا تحت سيطرة الشركات الأجنبية بتوقيعها عقود ملزمة لفترات طويلة ويتضمن العقد أن يكون هناك حد أقصى للعقوبات مهما كانت نسبة المخالفات. ويرى لبن الزبال هو أساس عملية النظافة وإرضاءه سيعمل على حل أزمة النظافة خاصة أنه إذا وجد عائدا مجزيا من الجمع السكنى فإن الشوارع ستكون خالية من أكوام القمامة التى تعانى منها القاهرة الكبرى. وفى الجيزة تستعد المحافظة للعام الجديد بدعم معدات هيئة النظافة بمبلغ 22 مليون جنيه كما أكد المهندس أحمد نصار رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة. وقال نصار إن عقود شركات النظافة تنتهى فى منتصف شهر يناير القادم، وجارٍ تقييم ودراسة عروض 20 شركة أخرى تقدمت للتعاقد مع المحافظة وسيتم الاختيار عن طريق لجان متخصصة ويتم مد عقود الشركات القديمة شهرين لحين اختيار الشركات الجديدة التى ستبدأ عملها فى شهر مارس المقبل. وأضاف أنه سيتم تقسيم الأحياء إلى مناطق حيث تتحمل أكثر من شركة نظافة حى واحد لضمان عدم التقصير. ومن جانبها تقوم وزارة الدولة لشئون البيئة بالتنسيق مع باقى الجهات المعنية، فيوضح المهندس أمين خيال مدير منظومة تدوير المخلفات الصلبة والبلدية بالوزارة أنها قامت بتجهيز كراسة شروط لعمليات التدوير والتخلص النهائى من مخلفات البلدية والتى وافق عليها مجلس الوزراء وتم إرسالها للمحافظين لتطبيقها على مستوى الدولة، إلى جانب إعداد كراسة أخرى لعمليات الجمع والنقل وسيتم عرضها على مجلس الوزراء فى الفترة القادمة. وأوضح المهندس خيال أن هذه الكراسات عبارة عن نموذج استرشادى لتحديد جميع التفاصيل لتكون منهجا تسير عليه المحافظات وتطبقه وفقا لمساحاتها والخدمة التى تلزمها، مشيرا إلى أن هذه الكراسات تنص على أن يتم التعاملات المالية مع مقاولى جمع القمامة أو الشركات «بالطن»، حيث تقوم المحافظة بعمل الدراسات الخاصة بها لتحديد كميات القمامة الصادرة عنها والاتفاق مع الطرف الآخر على جمعها وتسليمها للشركات الأخرى المختصة بعمليات التدوير أو الدفن الصحى «بالطن أيضا». وفيما يتعلق بالمناطق التى لا تستفيد من الخدمة أوضح خيال أنه يتم حصر هذه المناطق، وتطبيق كراسة الشروط والمواصفات المذكورة عليها، وفى المناطق التى تحصل على الخدمة بكفاءة ضعيفة، فسيتم وضع التزامات معينة على الشركات وتغيير العقود معها، وتعديل التعريفة التعامل لتكون أكثر كفاءة. وأشار خيال إلى وجود خطة لإخلاء القاهرة الكبرى من مقالب القمامة الموجودة بها فى أبو زعبل، وشبرامنت، والوفاء والأمل، حيث تم اختيار 5 مواقع جديدة بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة وجهاز تخطيط أراضى الدولة وبعض الوزارات المعنية مثل الإسكان، والتى وافق عليها مجلس الوزراء وجارٍ حاليا استصدار قرار جمهورى بها لتكون محطات تدوير قمامة منشأة على أسس علمية سليمة. وكان عام 2009 شهد البدء فى تنفيذ مشروع استرشادى لفرز المخلفات البلدية من داخل محافظة الجيزة، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بمنطقة منتصر القائمة بين شارعى فيصل والهرم، ويهدف إلى الاستفادة من المخلفات والمواد التى يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، ومن عائد المفروزات (إنتاج بلاستيك، ورق، وزجاج..) عن طريق فصل المخلفات من المنبع والحصول على أعلى نسبة للمخلفات العضوية التى يمكن استغلالها فى إنتاج السماد العضوى. وأوضح المهندس أمين خيال أن عام 2010 سيشهد تنفيذ المرحلة الثانية من طريق كفر طهرموس إلى شارع المطبعة، والمرحلة الثالثة من شارع المطبعة إلى ترعة المريوطية. ويبلغ المتولد اليومى لهذا القطاع 80 طنا يوميا، مضيفا أن هناك مشاورات لتطبيق نفس المشروع بمنطقة روكسى بمحافظة القاهرة.