شهدت قرية كفر بركات بالعياط فى محافظة 6 أكتوبر واقعة غريبة حيث أقدم عدد من المواطنين على هدم المقابر الخاصة بدفن أموات القرية وتجريفها ونثر بقايا الجثث من عظام وجماجم وتجهيز الأرض للزراعة. بدأت نيابة العياط تحقيقاتها فى الواقعة وجاء فيها أن المواطن أحمد حجاج بركات، مقيم بكفر بركات بالعياط، ذهب منذ أسبوع إلى المقابر ليدفن شخصا من عائلتهم وافته المنية، فلم يجد وجموع المواطنين الذين رافقوه فى الجنازة شيئا من مدفن عائلتهم أو المدافن المجاورة له إلا الرخامة أو اللافتة المكتوب عليها اسم المتوفين. ووجد المشيعون أن عددا من المواطنين لم يتعرفوا إلا على شخص واحد منهم قد قاموا بهدم بالمقابر وحرثوا مكانها بعد أن نثروا بقايا الجثث فى أنحاء متفرقة وخططوها وجهزوا مكانها «صوب» بلاستيكية للزراعة، وبالفعل وضعوا خراطيم الرى وغمروا الأرض بالماء وبدأ النبات فى النمو. وأضاف الشاكى فى تحقيقات النيابة أن أحد المعتدين على المقابر وهدمها وانتهاك حرمة الموتى يدعى حمادة أحمد، مقيم كفر طلخانة، الموجود به المدافن وتسمى «مقابر المسلمين»، وأن هذا الشخص عرف عنه مخالفة القانون وسبق قبل ذلك أن قطع الطريق المؤدى إلى المدافن لمنع الناس من الذهاب للدفن فيها ووقتها ثار ضده الناس فى القرية وأجبروه على فتح الطريق، ولم يكن أحد وقتها يعلم أنه يمهد لفعلته الآثمة بهدم المقابر للزراعة مكانها. وأوضح بركات أن المدفن الخاص بهم والذى قام المشكو فى حقه بهدمه مساحته 4 قراريط، وقد قام بهدم أكثر من 10 مدافن مما يعنى أنه استولى على قرابة فدانين من مساحة المقابر، مؤكدا أنه حتى لم يراع حرمة الموتى ويدفن بقايا الجثث والهياكل العظمية بل تركها متناثرة وكأنها عظام حيوانات نافقة. وأشار إلى أن الأهالى الذين رافقوه فى جنازة قريبه ثاروا بشدة من فظاعة ما شاهدوه من انتهاك غير متصور، وذهبوا لمعاتبة المشكو فى حقه إلا أنه لم يسمع لأحد وتعامل بتعنت معهم وأكد أن أرض المقابر ملكه فى حين أن المقابر مقامة فى تلك المنطقة منذ أكثر من 30 عاما، وهى فى الأساس كانت أرضا جبلية ملك الدولة ومنذ أن قام الأهالى بالدفن بها أقر المسئولون باستخدامها كمدافن للمسلمين. وكلفت النيابة الإدارة الهندسية بالعياط بانتداب مهندس للمعاينة وبيان قدر التعدى على المقابر ومساحته وبيان ملكية الأرض ومنذ متى تستخدم كمدافن، كما كلفت المباحث بالتحرى عن الواقعة وفاعلها وإحضاره إلى سراى النيابة للتحقيق. ومن جهتهم طالب الأهالى الأجهزة الأمنية بالعياط بالتحرك للقبض على منتهكى حرمات الموتى ومنع اندلاع معركة شرسة كالتى اندلعت فى البدرشين حينما انتهك بعض الأشخاص حرمة المقابر فوقعت معركة بالأسلحة النارية مات فيها شخصان وأصيب العشرات.