أعلنت مصادر أمنية أن شرطيا مصريا قتل الأربعاء على الحدود بين مصر وقطاع غزة برصاص أطلق من الشطر الفلسطيني من مدينة رفح الحدودية كما أصيب تسعة آخرون بجروح طفيفة نتيجة إلقاء متظاهرين فلسطينيين الحجارة عليهم. وأعلنت مصادر طبية في غزة أن عشرات الفلسطينيين جرحوا أثناء المظاهرة، بينهم خمسة بالرصاص، عندما رد الأمن المصري على قيام متظاهرين فلسطينين برشق الجنود المصريين بالحجارة خلال التظاهرة التي نظمتها حركة حماس. وأكد مسئول أمني في رفح طلب عدم ذكر اسمه أن الشرطي أحمد شعبان - 21 عاما - أصيب بطلق ناري جاء من الجانب الفلسطيني من الحدود وتم نقله إلى المستشفى في رفح حيث فارق الحياة فور وصوله. وأوضح المسئول أن متظاهرين فلسطينيين تجمعوا على الجانب الفلسطيني من بوابة صلاح الدين واخذوا يرشقون رجال الشرطة المصريين بالحجارة فيما كانوا يرددون هتافات احتجاجا على عدم دخول قافلة المساعدات التي ينظمها النائب البريطاني جورج جالاوي إلى قطاع غزة. وفي الجانب الفلسطيني من الحدود، أفاد شاهد عيان أن نيران متقطعة أطلقت أثناء المظاهرة باتجاه برج مراقبة مصري. وأعلنت مصادر طبية في غزة أن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح "خطيرة أثناء التظاهرة برصاص الأمن المصري كما أصيب 15 آخرون نتيجة الضرب والغاز المسيل للدموع وتم نقلهم إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح". وأشار إلى أنه: "أصيب عشرون آخرون بجروح طفيفة تم معالجتها ميدانيا ". من جهته, اعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس أن "الأحداث التي جرت على الحدود المصرية الفلسطينية هي أحداث مؤسفة فنحن لسنا معنين بالوصول إلى ذلك ولسنا معنين بأي توتر على الحدود". وتابع: "الشرطة المصرية حاولت بشكل كبير السيطرة على الموقف ولكن إطلاق النار من الجهة المصرية أدى إلى هذا الحجم من الإصابات لدينا". وأكد أبو زهري وجود "حالتي موت سريري" بين الجرحى، ولكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر طبية. وأضاف أبو زهري: "الجميع معنيون بتطويق هذه الأحداث وان كنا نعتبر أنها ردة فعل نتجت لدى الجماهير منذ بدء مصر لبناء الجدار الفولاذي". وشارك مئات الفلسطينيين في المظاهرة مرددين هتافات منها "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وهم يرفعون رايات حماس الخضراء وقام عدد منهم برشق الجنود المصريين المتواجدين على الحدود بالحجارة، فرد الأمن المصري بإطلاق النار في الهواء وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان. وأفاد شهود عيان أن عناصر من الأمن الوطني والشرطة التابعين لحماس قاموا بتفريق المتظاهرين بالهراوات ومنعهم من الوصول إلى الشريط الحدودي. وقال مشير المصري النائب عن حركة حماس في كلمة أمام المتظاهرين: "جئنا اليوم لنعلي الصرخات وأن نقول كلمتنا بكل ثقة بنصر الله نقولها صريحة لا الرصاص المصبوب والجدار المصبوب يمكن أن يفرض على شعبنا تراجعا أو تقهقرا أو استسلاما أو رفعا للرايات البيضاء فنحن قوم لا نركع الا لله". وأضاف المصري: "نقولها صريحة، كل محاولات الأعداء والأصدقاء التي حاولت أن تبتزنا وان تنتزع مواقفنا من خلال حرب ضروس ومن خلال فوضى أمنية ومن خلال فرض حصار شنيع ومن خلال فولاذ مسكوب (في إشارة إلى الجدار الذي تبنيه مصر) كل ذلك لم يفرض على حماس وعلى شعبنا الفلسطيني المجاهد أي تراجع". وكان قد جُرح 55 شخصا مساء الثلاثاء في مدينة العريش في مواجهات وقعت بين الشرطة وناشطين مؤيدين للفلسطينيين يشاركون في قافلة "شريان الحياة" التي تحمل مساعدات إلى قطاع غزة، حسب ما افاد ناشطون ومصادر طبية. وأكد مسئول الأمني أنه تم الأربعاء إرسال مئات من رجال الشرطة لتعزيز قوات الأمن المتواجدة على الحدود مع قطاع غزة كما تم إرسال سيارات إطفاء مزودة بخراطيم مياه وسيارات إسعاف تحسبا لأي محاولة قد يقوم بها سكان قطاع غزة لاقتحام الحدود وما قد ينجم عن التظاهرات على الجانب الفلسطيني. ووصلت قافلة "شريان الحياة" يوم الإثنين إلى مدينة العريش على بعد قرابة 50 كيلومترا من حدود مصر مع قطاع غزة، لكنها لم تعبر إليه بعد بسبب خلافات بين منظمي القافلة والسلطات حول عدد الشاحنات ونوعية البضائع التي سيسمح بدخولها.