أكد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب أن العلاقات المصرية مع سوريا ولبنان هي علاقات وثيقة وممتدة عبر التاريخ بسبب التقارب الثقافي والاجتماعي الذي ربط الشعوب، مشيرا إلى أن هجرة الشوام لمصر والتي بدأت قبل أكثر من مائة عام مدت مصر بعناصر متميزة من مؤسسي الصحف وكبار الفنانين والشعراء والأدباء. جاء ذلك في الاحتفالية التي نظمتها كنيسة الروم الكاثوليك بالتعاون مع دار الشروق بمناسبة صدور كتاب هجرة الشوام إلى مصر للمؤرخ اللبناني المعروف مسعود ضاهر. شهد الندوة السفير الدكتور خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة والبطريرك جريجوريوس الثالث لحّام بطريرك الروم الكاثوليك في سوريا ولبنان والقدس وأدارها إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب ونائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين. وقال الفقي إنه لا يمكن أن ينكر أحد دور الأخوين تقلا مؤسسي جريدة الأهرام العريقة، ولا جورجي زيدان مؤسس دار الهلال، والسيدة فاطمة اليوسف، إلى جانب الكثير من كواكب الفن الذين احتضنتهم مصر مثل فريد الأطرش ووديع الصافي وفايزة أحمد وصباح وغيرهم. ومن جانبه، أكد البطريرك جريجوريوس لحّام أن الهجرة الشامية إلى مصر جاءت حبا في هذا البلد الآمن وملاذا من الاستعمار التركي والفرنسي ولم تكن مجرد جالية وإنما اندمجت في المجتمع وصارت جزءا أصيلا منه. وقال السفير اللبناني الدكتور خالد زيادة إن الهجرة الشامية كانت مصدر غنى وثراء للثقافة المصرية، التي كانت دائما تقوم على التعدد واستيعاب الاختلاف، ولم يشعر الشوام يوما بالغربة في مصر بل أحبوها وذابوا في مجتمعها. وبدوره، ذكر المؤرخ مسعود ضاهر أنه عمل بالبحث الدقيق عن سجلات الشوام الأوائل في مصر وأنه سعى إلى الالتزام العلمي والمنهجي ليخرج هذا العمل كمرجع تاريخي عن هذه المرحلة المهمة في تاريخ الشعوب العربية.