رغم قرارها بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة، تنخرط المستشارة أنجيلا ميركل مع خليفتها المحتمل، أرمين لاشيت، في المعركة الانتخابية حيث تظهر استطلاعات الرأي أن المحافظين في ألمانيا معرضون لخطر فقدان سيطرتهم على السلطة. وفي أول ظهور لها في الحملة الانتخابية، قبل الانتخابات العامة المقررة في 26 سبتمبر المقبل، تسعى ميركل إلى دعم لاشيت بالظهور إلى جانب رئيس حزبها المسيحي الديمقراطي في تجمع انتخابي حاشد في العاصمة برلين اليوم السبت. ويأتي هذه الدعم مع تزايد قلق الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تولت ميركل رئاسته في السابق، بشأن فرصه في الانتخابات، حيث تحول الزخم إلى منافس لاشيت، وزير المالية، أولاف شولتس، وحزبه الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي حتى وقت قريب. وتراجع تقدم الكتلة المحافظة (التحالف المسيحي) حتى أصبح الفارق بينها وبين الاشتراكيين حوالي نقطة مئوية واحدة فقط في استطلاع حديث لأراء الناخبين. وفي اجتماع حزبي مغلق أول أمس الخميس، انتقد نواب الحزب المسيحي الديمقراطي المسيحي علنا حملة لاشيت، التي يعتبرها العديد من مسؤولي الحزب دفاعية للغاية، حسبما علمت وكالة وكالة "بلومبرج" للأنباء من أحد المشاركين، حتى أن أحد النواب البرلمانيين من الحزب تساءل عما إذا كان لاشيت، 60 عاما، هو المرشح المناسب. وعلى الرغم من انخفاض شعبيته، كان لاشيت لفترة طويلة المرشح المفضل لخلافة ميركل، لأن دعم المحافظين له ظل قويا. وكان التفكير السائد في الحزب هو أن عددا كافيا من الناخبين سيبقى مواليا للحزب وسيدعم لاشيت، المعتدل الذي يسعى إلى الإجماع على غرار ميركل. ولكن بعد سلسلة من الزلات، تآكل دعم الكتلة المحافظة. ومن المتوقع أن ترفع ميركل، التي ستغادر منصب المستشار عقب الانتخابات المقبلة، معنويات الحزب خلال مشاركتها في الفعالية الانتخابية، وتؤكد على خبرة لاشيت كرئيس لحكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا. وسيكون هذا التأييد مهما بالنسبة للاشيت لتعزيز مطالبته بأنه الوريث الشرعي لميركل. وبينما لا تزال ميركل السياسية الأكثر شعبية في ألمانيا، يبقى أن نرى مدى تأثيرها بعدما أوشكت على الخروج من الحياة السياسية الألمانية. ومن المقرر أن يحضر الفعالية الانتخابية أيضا رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر. ويأمل لاشيت في الحصول على دعم كامل من زعيم الحزب الشقيق لحزبه، الذي انتقد الحملة الانتخابية مؤخرا ووصفها بأنها "نائمة". وعلى الرغم من نسبت التأييد المرتفعة بين الناخبين الألمان، خسر زودر أمام لاشيت في محاولته لأن يكون مرشح التحالف المسيحي لخلافة ميركل في أبريل الماضي.