استكمل مجلس الشورى أمس مناقشة مواد مشروع نقل وزراعة الأعضاء المعروض حاليا أمام المجلس، وأرسل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية رسالة إلى المجلس نقلها النائب وجدى لويس بموافقة الكنيسة القبطية على قانون نقل وزراعة الأعضاء مع وجود بعض الملاحظات التى أبداها البابا، وهى أنه من الأجدى زرع أعضاء من جسد متوفى قبل أن تتحلل وتتحول إلى تراب وقد يكون فيها حياة لشخص آخر. كما أنه من المهم التأكد من ثبوت حالة الوفاة، على أن تكون الإجراءات واتخاذ القرارات اللازمة على وجه السرعة حتى لا تفسد الأعضاء وتكون بلا فائدة، كما أن التبرع بالأعضاء بين الأحياء يعتبر أسمى أنواع التضحية لا يضاهيها إلا التضحية بالروح من أجل الوطن. وقال البابا أيضا إنه يجب التأكد على أخذ الضمانات الكافية لعدم بيع أو سرقة الأعضاء البشرية. من ناحية أخرى لم تمر الجلسة العامة للمجلس دون حدوث جدل حول القانون. حيث أشار النائب صلاح الدين إلى حديث صحفى أجراه د. حمدى السيد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب لإحدى الصحف القومية اتهم فيه مجلس الشورى بتعطيل قانون نقل الأعضاء قائلا: «إن المشروع ما كان يجب عرضه على الشورى لأنه ليس من القوانين المكملة للدستور». واتهم الديب حمدى السيد بإهانة مجلس الشورى وعدم تقديم دوره، إلا أن صفوت الشريف رئيس المجلس تدخل قائلا للنائب «لا تأخذ إلا بتصريحات رئيس المجلس، وأن رأى الدكتور سرور رئيس مجلس الشعب واضح فى هذا الشأن حيث عبر عن اهتمام الشورى بمناقشة هذا المشروع، موضحا أن المناقشة فى هذا القانون تهدف للإجادة وأن كلا من الحكومة والمجلس وجهان لعملة واحدة وهى مصلحة المواطن. من ناحية أخرى دافع أحمد درويش وزير التنمية الإدارية عما طرحه بعض النواب من أن الحكومة لم تقم بمراجعة القانون خصوصا المادتين الثالثة والرابعة بما فيها من تكرار، مؤكدا أن الحكومة راجعت القانون جيدا ولا يوجد به أى تكرار، كما أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية أن أحكام النقل من الميت إلى الحى سيتم تطبيقها على المحكوم عليهم بالإعدام أو حالات الانتحار حيث تشترط موافقة المتوفى على عملية النقل قبل وفاته. وفى نهاية الجلسة قرر صفوت الشريف إرفاق كل من وثيقة مجمع البحوث الإسلامية ومبادرة البابا شنودة كوثائق ضمن تقرير المجلس. من جهة أخرى شن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هجوما على مروجى شائعات مرضه بين الحين والآخر. وأوضح قداسة البابا أن حضوره أمس إلى الإسكندرية أثبت بشكل قاطع أن ما يقوله هؤلاء هو ضرب من الخيال وأخبار عارية تماما من الصحة. ونفى قداسة البابا شائعة إصابته بإغماءة أثناء اجتماعه بلجنة البر ودخوله العناية المركزة، كما نفى أيضا شائعة إصابته بنزيف فى الكبد أثناء زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن ناحية أخرى أكد قداسة البابا شنودة أن ما أثير حول ارتباط ظهور مريم العذراء فى مصر مرتبط بالأزمات السياسية التى تشهدها مصر هو «أمر غير صحيح»، مشيرا فى هذا الإطار إلى أن العذراء تجلت أكثر من مرة فى مصر بأماكن كثيرة دون أن يرتبط ذلك بالأزمات السياسية. جاء ذلك خلال اللقاء نصف الشهرى الذى عقد أمس، بالكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية وسط حضور حشد كبير من شعب الكنيسة. وتناول قداسة البابا شنودة فى عظته الإجابة عن العديد من تساؤلات الحاضرين كان من بينها سؤال حول حرمة زيارة القبور فى الأعياد، حيث أكد البابا على أن تلك الزيارة فى الأيام العادية تعتبر عظة كبيرة وتأملا حول حقيقة الزوال، إلا أنه أوضح أن زيارة القبور فى الأعياد لا تفضل على اعتبار أن الأعياد أيام فرح ولا يجب تذكر الذكريات والأشياء المحزنة. كما رفض قداسة البابا علاقات الزواج على شبكة الإنترنت قائلا أن هذا الشكل من الزواج يوجد فيه مساحة كبيرة من عدم المصداقية والتى تعتبر شرطا أساسيا وصورة أساسية للتعاون بين الزوجين فى الحياة اليومية.
