لم يكن الدكتور شوقى عبدربه، الطبيب المصرى الثانى الذى صدر لصالحه عفو ملكى سعودى فى قضية الجلد الشهيرة منذ يومين يتوقع أن ذهابه لمستشفى الملك فهد العام، لإجراء بعض الفحوصات هناك، سيقوده إلى المطار ومنه إلى مصر مباشرة، منهيا بذلك معاناة 3 سنوات فى السجن. «هتقضى رأس السنة فى مصر»، «موضوعك اتحل 90 %»، «خلاص جهز شنطك علشان أنتم ماشين»، كلها كلمات سمعها شوقى من رئيس السجن فى اتصالات تليفونية ظلت تهطل عليه كالمطر وهو غير مدرك لما يحدث حوله. «حضنت الدكتور رءوف، وجهزنا حقائبنا، وخرجنا إلى المطار، وأنا لا أعلم كنت فى حلم ولا علم»، بلهجة خلط عليها الطابع الخليجى جاءنا صوت الدكتور شوقى عبر الهاتف من الزقازيق فى محافظة الشرقية. وقال: «ما حسيتش بحاجة لما نزلت أرض المطار، ناس كتير بتسلم عليا وتحضنى وتقولى الحمد لله على سلامتك يادكتور وأنا مش عارفهم». قضى شوقى ما يقرب من 12 عاما فى السعودية، إلا أنه ظل لمدة 4 سنوات لم يزر مصر فيها، والتى يقول عنها: «اشتقت لكل حاجة فى مصر حتى الشوارع، والواحد كان بيستنى أى إجازة علشان يرجع مصر تانى». إذا كان شوقى قد عاد إلى القاهرة، إلا أنه ترك زوجته التى تعمل طبيبة فى السعودية، والتى علمت بخبر الإفراج عنه من التليفزيون وفضل أن يكمل حياته المهنية فى المستشفى التى كان يعمل بها فى الزقازيق وبالقرب من ولده الوحيد «أنا كنت بابعد ابنى عن الموضوع من الأول خالص، لأنه لسه صغير وكنت خايف إنه يسمع حاجة تضايقه». شوقى رفض الحديث عن الاتهامات التى وجهت له والدكتور رءوف العربى، المتهم الثانى فى القضية، وقال: «لا أريد أن نتكلم فى الماضى، يكفينا شرفا أن القضية قام بحلها أكبر شخصيتين فى الدولتين، ولا يمكن أن نقابل الإساءة بالإحسان»، مضيفا: «لا زالت حتى الآن أحتفظ بصداقات مع السعوديين، وفى النهاية قدر الله وما شاء فعل». ترجع أحداث القضية لأواخر العام الماضى عندما اتهمت السلطات السعودية طبيبين مصريين للاتجار فى مواد مخدرة ومساعدة شخص على الإدمان، وحكم عليهما بالسجن 15 عاما وبالجلد ألف جلدة.