فرضت هيئة المحطات النووية وأجهزة وزارة الكهرباء والطاقة نوعا من السرية المشددة على إجراءات قراءة وتقييم تقرير الاستشارى العالمى لتنفيذ برنامج مصر النووى السلمى لإنتاج الكهرباء. وأكد مسئولون بالوزارة أنه لن يتم الإعلان عن نتائج التقرير الخاص بتحديث دراسات الضبعة قبل الأول من يناير المقبل، حتى يتسنى للجنة المشكلة برئاسة الدكتور ياسين إبراهيم، رئيس الهيئة، وخبرائها تحليل المعلومات والبيانات المتخصصة، والواردة فى التقرير عن موقع الضبعة، ورفع النتائج النهائية للدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء، ليرفعها بدوره إلى الرئيس مبارك، وهى النتائج التى ستحدد موقف الضبعة من بناء محطات نووية. المسئولون الذين رفضوا نشر أسمائهم بدوا مطمئنين على مصير الضبعة وبناء المحطات النووية الأولى لمصر، من حيث صلاحيته، لكنهم أبدوا تخوفهم من محاولات الاستيلاء عليه من قبل بعض الطامعين فى تحقيق أهداف شخصية بدعوى الاستثمار السياحى، مؤكدين أن الاستغناء عن الموقع الذى ثبتت صلاحيته منذ الثمانينيات من القرن الماضى، وبدراسة استشاريين عالميين (فرنسيين وسويسريين) سيؤجل البدء فى إنشاء أول محطة نووية لما لا يقل عن 3 سنوات؛ لدراسة مواقع أخرى وتحديد صلاحيتها من عدمه، بما يعنى إمكانية التأجيل لثلاث سنوات أخرى، ليصل التأجيل إلى ست سنوات، وهو ما يهدد بتجميد البرنامج النووى المصرى للمرة الرابعة فى تاريخه. وأشارت مصادر حكومية إلى تحديد شهر فبراير من العام بعد القادم 2011 لطرح مناقصة عالمية لإنشاء المحطة النووية الأولى بموقع الضبعة، حيث يمتد عقد الاستشارى النووى العالمى «وورلى بارسونز الاسترالية» لتسع سنوات، المرحلة الأولى بدأت منتصف العام 2009 وتمتد ل 3.5 سنة وبدأت خلال الستة أشهر الأولى بدراسة وتحديد موقع البناء، وتنتهى بتوقيع عقد الإنشاء بعد إعداد المناقصة بالتعاون مع الخبراء المصريين، ثم تبدأ المرحلة الثانية من عقد الاستشارى لمدة 5.5 سنة، وتشمل الإشراف الفنى على الإنشاء والتشغيل بمراحله بما فى ذلك الاختبار والتجريب ثم التشغيل التجارى، والذى ينتهى بعده عقد الاستشارى. وأكد تقرير الاستشارى العالمى حسب معلومات حصلت عليها «الشروق» أن الموقع يتسع لبناء 4 محطات نووية قدرة كل محطة 1000 ميجاوات، وأن النتائج التى تم التوصل إليها من خلال الدراسات الشاملة دعمت بقوة بناء المحطات بالموقع. وقالت «إنه الموقع الأمثل»، فمثلا فى النشاط الزلزالى، أكدت الدراسات أن الموقع لم يشهد زلزالا منذ 2000 عام قبل الميلاد، وأن أقوى هزة أرضية يمكن أن تحدث به لا تتعدى 2.5 ريختر أى لا يدركها المواطن، فضلا عن وجود 8 محطات لرصد الزلازل يمكنها تسجيل كل الهزات بما فيها الناتجة عن مرور السيارات على بعد كيلو مترات من الموقع. كما يتم كل ثانية تسجيل سرعة الرياح واتجاهاتها، بالإضافة إلى وجود 9 آبار جوفية تم حفرها لمراقبة حركة المياه الجوفية، وأنه يتم استخدام التقنيات النووية حاليا لتحلية مياه البحر وتوفير مياه الشرب للعاملين بالموقع. وأوضح التقرير، الذى أعده الاستشارى العالمى فى أكثر من 200 صفحة، أن المستوى الإشعاعى بالضبعة هو الأدنى على مستوى الجمهورية، كما أن درجة حرارة الأرض لا تزيد على 28 درجة على أعماق 10 أمتار.