كشف الأديب القعيد فى برنامج «بلدنا»، عن تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة أديب نوبيل نجيب محفوظ، وقال انه كان يردد فى تلك الأيام دائما أنه أدرك قيمة الصداقة والأصدقاء، وأنه كان يؤيد السلام مع إسرائيل. ولكنه لم يذهب أو يتطرق أبدا إلى التطبيع بأى شكل من أشكاله مع اليهود طيلة حياته، مؤكدا أنه قال له فى آخر احتفال بعيد ميلاده: «يا يوسف مصر بتعانى وربنا معاها»، وعندما سأله عن طريقة النجاة، قال أنا لو اعرف كنت هأقولك. وأضاف القعيد: ان نجيب محفوظ بعد الفوز بنوبل بدأ يشعر بإحساس أنه المطارد، موضحا أن نوبل لم تمنح لعمل بعينه، إلا أنها تمنح لمجموع أعمال وليس كما أذيع أنه حصل على الجائزة بسبب روايته «أولاد حارتنا» التى أثارت شكوكا كثيرة واتهامات كثيرة بأنه ملحد حتى إن الشيخ عمر عبدالرحمن أفتى بوجوب قتل محفوظ بسبب إلحاده. مضيفا أن هناك فروقا كبيرة بين الملحد الشرقى والملحد الغربى، حيث إن الملحد الغربى يتوجه إلحاده إلى الله إلا أن الملحد الشرقى يتوجه إلحاده إلى الرسول والأنبياء، حتى إن إسماعيل أدهم عندما كتب لماذا «أنا ملحد» لم يقترب من الله عز وجل. وقال القعيد، إن محفوظ كان مؤمنا وكانت لديه منظومة قيم فى حياته الخاصة، ولديه فهم للدين متقدم جدا، لأنه نشأ فى ميدان سيدنا الحسين وكان ملتزما دينا ولم يتطرق أبدا إلى الإلحاد، كما أذيع عنه، ولفت إلى أنه طلب قبل نشر رواية «أولاد حارتنا» فى مصر أن يقوم أحد الأئمة المسلمين بكتابة مقدمة لروايته، وهو ما لم يحدث أبدا فى تاريخه الأدبى، وبالفعل قام الدكتور كمال أبوالمجد بكتابة مقدمة للرواية فيما قام الدكتور محمد سليم العوا بكتابة كلمة فى نهايتها. أما زكى سالم، فقال إن محفوظ قال بالحرف الواحد «إذا كنا لم نقدر على حرب الإسرائيليين، فعلينا مسالمتهم»، وأنه شبه ذلك بوجود شاهد عيان يشهد أمام قاضٍ يحاكم زعماءنا، وفوجئ الشاهد أن القاضى يطلق حكما بالإعدام عليه دون أن يدين الزعماء المتهمين وهذه رؤية محفوظ لأحوال المصريين والرسالة التى ود أن يوصلها إلى المجتمع المصرى. وأضاف زكى، أن محفوظ نال نوبل عن 5 أعمال أدبية أشير إليها فى الجائزة، ومن بينها «أولاد حارتنا»، لأنها رواية ليست ضد الدين، لأنها رواية روحية متشابكة وفن الرواية يسمح بتعدد اختلاف الرؤى حتى لو وصل إلى هجوم شخصه، مؤكدا أن رجال الدين صوروا الرواية بتصورات أخرى على حسب رؤيتهم، مؤكدا أن محفوظ لم يكن فى أى حاجة إلى تبرير الرواية.