أضطر أحيانا وآسفا إلى استخدام مقدمات تعقبها الموضوعات. وهو أمر لا أطيقه. لكنى اليوم مضطر إلى تسجيل تلك الكلمات قبل الدخول فى الموضوع.. المقدمة: على المستوى الإنسانى أقدر النائب رجب حميدة، كما أقدر رئيس اتحاد الكرة وأعضاء المجلس جميعهم. ولا شك أن الكرة المصرية حققت أفضل إنجازاتها فى التاريخ وزاهر يجلس فى موقعه بالاتحاد. وكنت وصفته منذ أشهر بأنه «داهية أريب».. ومن الصعب أن يغضب منه إنسان. وعندما داعبته قبل كأس الأمم بغانا وقلت إننا لو فزنا بالبطولة فسوف أختاره رئيسا للاتحاد لو فزنا باللقب، لم أكن أتوقع إطلاقا أن نفوز باللقب، وأن نفوز به بتلك البراعة وبذلك الأداء الجميل وبهذه السلاسة.. لم أكن أتوقع، على الرغم من أن البعض قال إنه كان توقع، وكان متأكدا، وكان يعرف (نفسى أعرف من أين؟!). كانت مداعبة.. إلا أن الحلم تحقق. وصمت الجميع. صمتوا إزاء ما قيل إنه تجاوزات أو أخطاء وقعت داخل اتحاد الكرة.. وهذا يقودنا إلى ما يلى: الموضوع: قلت قبل أيام قليلة إنه لو كان بركات أحرز الفرصة المذهلة التى أتيحت له فى آخر لحظة من مباراة مصر والجزائر وصعدنا إلى كأس العالم ما تعرض زاهر ومجلسه للهجوم.. ولا يعنى ذلك أنى أوافق على هذا المبدأ.. لأنه لو كانت هناك أخطاء أو مخالفات لوجب حساب اتحاد الكرة فورا، مهما كانت النتائج، وحتى لو فاز المنتخب بكأس العالم.. إننا لا نسأل عن المحاسبة الفنية أو عن المسئولية السياسية.. (لو كان الأمر كذلك ما بقى أحد فى موقعه) وإنما المحاسبة لوقوع مخالفات مالية كما جاء فى عدة برامج كان نجمها وبطلها النائب رجب حميدة.. وهى برامج تناولت اتهامات خطيرة لرئيس الاتحاد، ولأعضاء المجلس.. وليس معقولا طبعا أن تنتظر الجهة الإدارية (مثلا) نتيجة مشاركة المنتخب الوطنى فى كأس الأمم.. ولو كان الأداء سيئا وخرجنا من الدور الأول فقد يصدر قرار بحل الاتحاد، وتعلن لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب عن عقد جلسة استماع لمناقشة كيفية «إصلاح مسار الكرة المصرية» تحت قيادة زاهر.. وكان مجلس الشعب بقاعاته العريقة شهد قبل عامين احتفالا «بالمسار المشرق للكرة المصرية».. تحت قيادة زاهر أيضا؟! إن الاتهامات التى وجهت أمام الرأى العام من جانب النائب رجب حميدة إلى اتحاد الكرة لا تحتمل سوى ما يلى: أن يحاسب اتحاد الكرة بكل الوسائل دون ربط الحساب بنتيجة المنتخب فى أنجولا.. أو أن يحاسب النائب رجب حميدة بكل الوسائل لأنه وجه اتهامات لشخصيات أمام الرأى العام بلا دليل. لا يوجد حل وسط فى تلك المسألة.. وهذا هو الموضوع!
