أعلنت جائزة البوكر الدولية International Booker Prize، عن القائمة القصيرة للفوز بالجائزة المكونة من ستة كتب تمت ترجمتها للغة الإنجليزية، والمرشحة للفوز بمبلغ 50.000 جنيه إسترليني يتم تقسيمها بالتساوي بين المؤلف والمترجم، ووصفت رئيسة لجنة التحكيم، لوسي هيوز-هاليت، جميع الكتب التي ترشحت للقائمة ب «الأعمال الأدبية التي تحوي قدرًا غير عادي من الإبداع والأصالة». وقالت: «تعددت موضوعات الكتب التي قرأناها هذا العام؛ فكان من بينها ما يمكن أن تسميه روايات جيدة ومباشرة وأخرى قديمة الطراز وتلك اتبعت طرق السرد التقليدي». وتابعت: «ولكن بشكل عام ، الأشخاص الذين تم ترشيحهم للجائزة قد أضافوا عبر كتاباتهم شيئًا مختلفًا للرواية بشكل ما». وأكدت أن الروايات المُرشحة اتخذت أشكالًا عديدة ومختلفة ، فالبعض اقترب من الكتابة التاريخية، والبعض كان مقاليًا جدًا، والبعض كُتِب بنمط المذكرات، مما شكل إضافة ثرية للخيال، وأثبت أن الكُتّاب بوسعهم تخطي الحدود التقليدية في الكتابة. وتضمنت القائمة القصيرة هذا العام: «في الليل، كل الدماء سوداء» بقلم ديفيد ديوب، ترجمتها من الفرنسية آنا موسكوفاكيس، و«مخاطر التدخين في السرير» بقلم ماريانا إنريكيز، ترجمتها من الإسبانية ميجان ماكدويل، و«عندما نتوقف عن فهم العالم» بقلم بنجامين لاباتوت، ترجمها من الإسبانية أدريان ناثان ويست، و«الموظفون» من تأليف أولجا رافن، ترجمها من الدنماركية مارتن آيتكين، و«في ذكرى الذاكرة» بقلم ماريا ستيبانوفا، ترجمتها من الروسية ساشا دوجديل، و أخيرًا «حرب الفقراء» بقلم إيريك فويلار، ترجمها من الفرنسية مارك بوليزوتي، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. وعن رواية «عندما نتوقف عن فهم العالم»، الذي ترجمها من الإسبانية أدريان ناثان ويست، قال مؤلفها الكاتب التشيلي بنجامين لاباتوت، إنها تتارجح بين التاريخ والمذكرات والمقال والخيال. أما عن رواية «في ذكرى الذاكرة»، للمؤلفة الروسية ماريا ستيبانوفا ترجمة ساشا دوجديل، قالت لجنة التحكيم، إن الرواية تنقل عبر صفحاتها تاريخ روسيا – الوطن الأم للكاتبة- كما تخلق عبر سحرها الخاص سردًا واقعيًا للحقائق لا مثيل له». وتُقدِّم الرواية التاريخية المُرشحة للجائزة بعنوان «حرب الفقراء» للكاتب الفرنسي إريك فوليار، والتي ترجمها مارك بوليزوتي، قصة الشخصية المعقدة، توماس مونتزر، والذي عاش خلال حقبة الإصلاح البروتستانتي، ووصفتها لجنة التحكيم ب«العمل الأدبي الرائع الذي يعيد صياغة التاريخ، والخطاب الثوري، كما ينقل بأمانة الجهود التي بُذِلت في الماضي لمحاربة عدم المساواة». وتدور أحداث رواية المؤلف الفرنسي ديفيد ديوب «في الليل كل الدماء سوداء»، والتي ترجمتها آنا موسكوفاكيس من الفرنسية، حول جندي سنغالي مصاب بصدمة على الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى، ووصفها القضاة ب«العمل الأدبي المرعب والقاسِ»، وأضافوا أن الرواية تكشف الحقائق التاريخية من خلال مزيج فريد من التواصل مع القارىء وإرهابه في نفس الوقت، وهو ما يجعلها مميزة. أما عن رواية المؤلفة الدنماركية أولجا رافن التي تحمل عنوان «الموظفون»، والتي ترجمها مارتن أيتكين، فالأحداث تدور على متن سفينة فضاء حيث يقوم العاملون تباعًا بالإدلاء بشهاداتهم، وقد وصفتها لجنة التحكيم ب«الساخرة والمشوقة»، وأشادوا بقدرة الكاتبة على التنقل بين الحالات المختلفة؛ حيث أنها قادرة على بناء شعور بالرعب الوجودي لدى القارىء في دقيقة واحدة ثم إشعاره أنه يقرأ عمل أريحي لا يختلف في شىء عن حياته اليومية بأنشطتها الروتينية المختلفة في اللحظة التالية. وترشحت أيضًا رواية المؤلفة الأرجنتينية ماريانا إنريكيز ، التي تحمل عنوانًا غريبًا بعض الشيء؛ هو «مخاطر التدخين في السرير» وهي عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي ترجمتها ميجان ماكدويل، وقال المحكمون إن «إنريكيز» استحضرت عبر الصفحات أساليب وروح أدبيات الرعب؛ لتذكير الناس بالماضي المؤلم للأرجنتين، وأكدوا أنها تنتمي لمدرسة «الواقعية السحرية». جدير بالذكر أن لجنة التحكيم قامت باختيار الكٌتب المرشحة في القائمة القصيرة من بين 125 كتاب، وقد غاب الكاتب الكيني نجوجو وا تيونغو عن القائمة القصيرة، بعد أن أصبح أول كاتب على الإطلاق يتم إدراجه في القائمة الطويلة كمؤلف ومترجم في آن واحد ، وقد تقرر الإعلان عن الفائز بالجائزة في الثاني من شهر يونيو المُقبل.