ما زلنا بعيدين عن أحلام الخيال العلمى، حيث الروبوتات تنتشر من حولنا وتقدم لنا كل ما نحتاجه على أطباق من فضة، ولكن شيئا فشيئا، وبحلول العقد القادم سنجد أن الروبوتات بدأت تشاركنا حياتنا بالفعل، عندما تنخفض الأسعار وتبتكر لنا التكنولوجيا آلات متخصصة فى عمل كل شىء، من تنظيف السوائل على أرضية المطبخ، إلى العناية بالكبار فى السن. ويعكف العلماء وخبراء القانون والتشريع حاليا على اكتشاف تأثيرات هذا التحول على حياتنا، وخاصة السلبية منها؛ فماذا الذى ستفعله مثلا لو داس أحد الروبوتات على قدميك، أو عندما يطارد الروبوت حيواناتك الأليفة أو يؤذى طفلك الصغير، ومن سيكون المسئول ساعتها؟. وبالرغم من أن الخبراء لا يتوقعون حدوث تلك السيناريوهات الخيالية بأن يتحكم الروبوتات فى كوكب الأرض وما إلى هنالك، فإن وجود الروبوتات فى حياتنا سيكون له تأثيرات وعواقب قانونية واجتماعية وأخلاقية علينا الاستعداد لها. إريك هورفيتز الباحث فى شركة مايكروسوفت، والذى يعمل على توقع المشاكل التى قد تحدث بسبب وجود الروبوتات فى حياتنا، يقول إنه مع زيادة اعتمادنا على الأنظمة الآلية فى حياتنا، يجب علينا التفكير فى الورطات التى قد تنجم عن هذا، وإنه على العلماء أن يتحلوا بالمسئولية تجاه هذا. ويترأس هورفيتز فريقا من العلماء، مهمتهم هى توقع واستكشاف مستقبل البشرية فى ظل وجود الروبوتات. وخلال سنوات طويلة كانت الروبوتات تعمل بعيدا عن الناس العادية، حيث كانت تستخدم لأغراض مثل اكتشاف القنابل فى ساحات القتال، تركيب السيارات فى المصانع، ونقل الأشياء وغيرها. ولكن السنوات القليلة الماضية شهدت ظهور الروبوتات داخل المنازل، حيث باتت تستخدم فى مهام مثل التنظيف، مثل المكنسة الروبوت الشهيرة «رومبا» Roomba، وهناك روبوتات أخرى تقوم بمهام مثل جز الأعشاب وتنظيف المجارى والمراقبة والإنذار وغيرها. توجد أيضا روبوتات تباع كألعاب للتسلية، مثل «فربى» Furby الروبوت صديق الأطفال، أو «بارو» كلب البحر الذى يسلى كبار السن. وبحلول عام 2015 يتوقع أن تتخطى مبيعات الروبوتات الشخصية فى الولاياتالمتحدة وحدها مبلغ خمسة مليارات دولار أمريكي، وهو ما يمثل أربعة أضعاف حجم المبيعات الحالى، وسنرى المزيد من الروبوتات التى تساعدنا فى المنزل عن طريق جميع الأشياء من الأرض، أو ترتيب الطعام داخل الثلاجة، أو جلب الأشياء من السيارة، حسب قول كولين أنجل رئيس مجلس إدارة شركة «آى روبوت» iRobot الصانعة للروبوتات الشخصية. كل هذا جميل، ولكن ما يقلق العلماء هو المخاطر التى قد تنجم عن استخدام هذه الروبوتات، والتى سيكون أحد العوامل المسببة لمشاكل كتلك، هى طريقة برمجتها وإعدادها للعمل، وما إذا كانت تلك البرمجة تضع فى حسبانها ما يمكن أن يمثله الروبوت من مخاطر محتملة على الناس أم لا. وفى الولاياتالمتحدة مثلا، والتى لا يوجد فيها قوانين حاليا لتنظيم هذا الأمر، تدور العديد من النقاشات حول الأخلاقيات والقوانين التى يجب سنها، لتجنب أى أذى قد ينجم عن الروبوتات للبشر، خاصة عندما تتطور الروبوتات لتصل لمرحلة اتخاذ قراراتها بنفسها، بشكل قد يتعارض مع رغبة صاحب الروبوت أو يسبب له أذى.