كشفت تقارير غربية النقاب عن وجود عناصر من القوات الخاصة الأمريكية فى اليمن بالتعاون مع القوات اليمينية من أجل التصدى لنفوذ تنظيم القاعدة المتنامى هناك. وذكرت صحيفة الديلى تليجراف البريطانية إن الولاياتالمتحدة أرسلت الآن عددا صغيرا من مجموعات القوات الخاصة إلى اليمن بهدف تطوير قدرة الجيش اليمنى خوفا من تحول اليمن إلى دولة فاشلة تعمل كقاعدة احتياطية لأنشطة القاعدة فى باكستان وأفغانستان». يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه المعارك بين المتمردين الحوثيين اليمنيين والقوات السعودية فى المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية تصعيدا خطيرا حيث ذكر المكتب الإعلامى للمتمردين الحوثيين إن الطيران السعودى شن هجوما على أحد الأسواق شمال اليمن مما أسفر عن مقتل 70 شخصا وإصابة حوالى 100 آخرين كلهم من المدنيين على حد قول بيان المكتب. وأضاف المكتب الإعلامى للحوثيين إن الطيران السعودى شن مساء أول من أمس أكثر من 20 غارة على مختلف المناطق الشمالية فى صعدة، مشيرا إلى أنه قام بمتابعة السيارات المتحركة بالمنطقة عبر الأقمار الاصطناعية. كما أكد انه شن ما يزيد على 28 غارة جوية على مناطق تهامة ومديريات رازح وشدا والضيعة ومنبه وغمر. حيث قصف سوق بنى معين بمنطقة رازح الجبلية وهو يعج بالمواطنين، واستمر القصف من الأراضى السعودية باتجاه مديرية الملاحيظ وجبال الممدود والدخان والرميح بأكثر من 375 صاروخا. ومن جانبه أكد المتحدث باسم الجيش اليمنى فى المنطقة الشمالية وقوع الغارات لكنه نفى فى نفس الوقت أن يكون مدنيين قد قتلوا خلالها. من جانبه قال اللواء جمال مظلوم أستاذ العلوم العسكرية فى أكاديمية نايف للعلوم الأمنية بالسعودية ل«الشروق» إن شمال اليمن أصبح فى الوقت الراهن ساحة مفتوحة للحرب دخلتها جهات عديدة سواء إقليمية مثل إيران أو دولية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى دخلت على خط الدعم السعودى وسط تترد أنباء عن طلب هذا الدعم بشكل مباشر خلال زيارة قام بها الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع السعودى إلى واشنطن. وأضاف مظلوم إن التحولات الذى يشهدها مسرح العلميات على الجانبين تؤكد بشكل قاطع أن المتمردين الحوثيين لديهم من خطوط إمداد منتظمة لتزويدهم بالمعدات والآليات العسكرية الحديثة فضلا عن الأجهزة التقنية المتحركة التى وصلت إلى حد حوزتهم أقمارا اصطناعية لرصد أجواء مسرح العمليات، مما مكنهم من الإيقاع بأسرى وسلب عدد من الآليات العسكرية، فضلا عن الاستعانة بخبراء يعتقد أنهم إيرانيون لتدريب العناصر التى تنضم إلى صفوف المتمردين. الأمر الذى استدعى من الرياض أن تطلب المعونة من الجانب الأمريكى خصوصا لكونها لا تحارب جيشا نظاميا. فيما قالت مصادر رسمية يمنية إن عناصر الحوثيين فى صعدة استغلوا مساجد صعدة القديمة للتحصن بها، كما حفروا فيها أنفاقا كملاجئ، الأمر الذى اعتبره الجيش اليمنى يمثل عائقا لتقدم وحداته العسكرية التى بدأت فى عمليات عسكرية صارمة فى المدينة منذ مطلع الأسبوع الماضى. على الصعيد الدبلوماسى دعا وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى قبل يومين ايران إلى وضع حد لدعم مرجعيات إيرانية للمتمردين الحوثيين، مشددا على ايران تتحمل جزءا من المسئولية عن النزاع الدائر فى شمال البلاد. وقال القربى خلال زيارة له إلى الكويت أمس الأول إن «الرسالة واضحة وهى أن أى دولة توجد فيها مجموعات تدعم مجموعات مخربة فى دول أخرى تتحمل جزءا من المسئولية وعليها أن توقف هذا الدعم» دون أن يذكر ايران تحديدا، مجددا توجيه أصابع الاتهام إلى المراجع دينية والحوزات بمد يد العون للحوثيين.