فى الوقت الذى مازال فيه فيروس انفلونزا الخنازير يقتحم فصولا ومدارس جديدة، ويجبر المسئولين على اغلاقها وتعليق الدراسة بها، ينشط مسئولون بالمدارس والمديريات التعليمية لرسم خطط لاستعادة الطلاب إلى قاعات الدرس ومعامل المدارس فى محاولة للانتصار فى معركة الفيروس، وانقاذ ما تبقى من أيام النصف الاول من العام الدراسى. واعترف مدحت مسعد مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة بأن نسب غياب الطلاب فى مدارس اقليمالقاهرة بشكل خاص مازالت مرتفعة، وأن المديرية تحاول بشتى الطرق إقناع أولياء الأمور بعودة أبنائهم إلى المدارس مرة أخرى، وحمّل وسائل الاعلام مسئولية تفشى حالة من الرعب لدى أولياء الأمور والذى دفعهم إلى منع ابنائهم من الانتظام فى الذهاب إلى المدارس. موضحا أن من بين هذه الطرق التشديد على أعمال النظافة والتطهير داخل المدارس، وسرعة التعامل مع حالات الاشتباه، والإعلان عن نسب حالات الشفاء بين التلاميذ المصابين التى بلغت 96% من حالات الإصابة، بالاضافة إلى تنظيم إخصائيين اجتماعيين بالمدارس لجلسات خاصة لأولياء الأمور لطمأنتهم واقناعهم باعادة أبنائهم للمدارس وعقد اجتماعات لمجالس الآباء لإقناعهم بضرورة سير العملية التعليمية بشكل منتظم، وأنها مرتبطة بدرجات الأنشطة اليومية وملفات الإنجاز. على الجانب الآخر قال عمر مرسى مدرس بمدرسة السيدة نفيسة الالكترونية بنات بمحافظة حلوان أنه لا يمكن أن يعود الطلاب إلى الانتظام بالمدارس خلال هذه الفترة مهما فعلت الوزارة أو المدارس، بسبب خوف أولياء الأمور من المرض، وعدم وجود أى وسائل جذب للطلاب ليعودوا للمدارس. وأكد إبراهيم كمال مدرس بمدرسة فضل الخاصة بالهرم أن طلاب المرحلة الثانوية يستبدلون الدروس الخصوصية بالمدارس، ولذا فلن تجدى معهم أى وسائل للجذب، فى حين يمكن استعادة تلاميذ باقى المراحل من خلال تفعيل الأنشطة بالمدارس، والاهتمام بالاستماع لرأى الطلاب حول المشكلات التى تواجههم فى المدرسة ومحاولة حلها. وقال عماد بكرى مدرس بمدرسة المعادى الابتدائية إن اولياء امور الطلاب المتغيبين يقولون لنا لا نريد أن نعرض أبناءنا للموت حتى إن ضاع عليهم العام الدراسى، مؤكدا على أن الحل يجب أن يبدأ من وسائل الإعلام، لتخفف من حدة الرعب الذى تبثه يوميا فى النفوس على أن تركز على طرق الوقاية، وتعرض للنماذج التى شفيت من المعرض وإيضاح أن المرض غير قاتل. بينما يرى عبدالمعطى الشيخ بمدرسة خالد بن الوليد التجريبية أن استعادة التلاميذ ستكون فقط من خلال الالتزام بتطبيق التقويم الشامل وجميع الامتحانات الشهرية، وليس التهاون فيها كما يحدث الآن، لافتا إلى أن هذا التهاون هو الذى شجع الطلاب وأولياء الامور على الهجرة من المدارس إلى البيوت، وضرب المثل بمدرسته التى أجرت اختبارات الشهر قبل عطلة العيد وصدر لها قرار إغلاق 15 يوما بسبب ثبوت أكثر من حالة إصابة، لكن ادارة المدرسة أخبرت الطلاب أن عليهم العودة لاستكمال الاختبارات، وعادوا بالفعل وانتظم أغلب الطلاب فى الحضور. واقترح د. محمد السكران الخبير التربوى الابتعاد عن الدعاية لبدائل التعليم بالمدرسة التى روج لها المسئولون خلال الفترة السابقة، وأثبتت فشلها حسب رأيه وشجعت التلاميذ على البقاء بالمنازل، كالتعلم الالكترونى أو البرامج التعليمية، ودعا إلى متابعة حقيقة من قبل المسئولين التنفيذيين والمحليات لأوضاع المدارس، وحل المشكلات التى تسبب تهرب الطلاب من المدارس، معترفا بأن أغلب المدارس خالية من الطلاب وأن الدراسة غير منتظمة فى أعداد غير قليلة منها، واقترح تأجيل الاختبارات إلى نهاية العام الدراسى. فى حين قال د. محمد الطيب عميد تربية طنطا سابقا أن عدم ذهاب الطلاب إلى المدارس كان يحدث قبل إنفلونزا الخنازير، لكن الأزمة سلطت الضوء على تلك الظاهرة فقط. وقال د. حسنى السيد الخبير التربوى إن تحفيز الطلاب للعودة للمدرسة ليس بالأمر الهين، لأنه نتاج سنوات طويلة سببت العديد من المشكلات التعليمية، ولن يتم حلها إلا من خلال مناخ تعليمى صحيح حسب رأيه، وتكون لإدارة المدرسة وسائل تحفيز تشجع الطلاب على البقاء فى المدرسة، وتساعد أولياء الأمور على توفير الأموال التى يدفعوها للدروس الخصوصية. وحدد د. محمود كامل الناقة رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس طرقا محددة لاستعادة التلاميذ إلى المدرسة، منها التحفيف من حدة الاخبار التى تتناولها وسائل الإعلام عن المرض، ثم قيام المدرسة بدور جديد مختلف تماما عن الدور الذى تقوم به حاليا، ويتركزهذا الدورفى تطبيق الانشطة المكلف بها الطالب حتى نستطيع ربط الطالب بالمدرسة، وتطبيق نظام التقويم الشامل والتعلم النشط الذى أقرته وزارة التعليم مؤخرا، بالاضافة إلى التزام المعلمين بالشرح داخل الفصول.