أطلقت باكستانوأفغانستان، اليوم الإثنين، حملة ميدانية متنقلة لتطعيم ملايين الأطفال ضد شلل الأطفال، وذلك رغم المخاطر التي قد تنجم عن ارتفاع إصابات كورونا. وتستهدف الحملة، التي تستمر خمسة أيام، تطعيم أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة. وتشمل الحملة نشر نحو 285 ألف عامل طبي في 156 منطقة في باكستان لتوزيع التطعيم، وهو عبارة عن قطرات بالفم، مع اتباع بروتوكولات السلامة الخاصة بكورونا. وقال مساعد رئيس الوزراء لشؤون الصحة، فيصل سلطان، في بيان: "جائحة كورونا تواصل وضع ضغط علينا، إلا أننا ملتزمون بضمان استمرارية خدمات الصحة العامة الأساسية خلال هذه الأوقات الصعبة". وفي أفغانستان، قال مسؤول في قطاع الصحة إن الحملة تستهدف نحو 9.6 مليون طفل في 32 من بين 34 إقليما في البلاد. وقال منسق الحملة ضد شلل الأطفال بوزارة الصحة، مير جان راسخ، إن الحملة الثانية للتطعيم ضد شلل الأطفال هذا العام سوف تشهد نشر أكثر من 55 ألف من العاملين في قطاع الصحة لتوزيع التطعيم على مدار خمسة أيام. ومع ذلك، تواجه حملة التطعيم في أفغانستان حجر عثرة متمثلة في أن متمردي حركة طالبان، مثلما حدث في الأعوام الماضية، لن يسمحوا بتوزيع التطعيم في المناطق التي تخضع لسيطرتهم. وقال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن المتمردين مازالوا يجرون مباحثات مع منظمة الصحة العالمية للتوصل لاتفاق بشأنالحملة، مضيفًا أن عملية التطعيم تم إرجاؤها لأسباب أمنية في المناطق التي تخضع لسيطرة الحركة. وأكدت وزارة الصحة، أن نحو 3 مليون طفل حرموا من التطعيم ضد شلل الأطفال خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقالت الوزارة، إن أفغانستان سجلت نحو 24 حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أن باكستانوأفغانستان من بين دول قليلة حول العالم لا يزال يمثل شلل الأطفال مرضا مستوطنا فيها. وبدأت باكستان برنامجا لمكافحة شلل الأطفال في عام 1994، إلا أن الهجمات التي يشنها متطرفون أعاقت مرارا جهود الأطقم الطبية. وتواجه الحملة، التي تمولها الأممالمتحدة لتطعيم الأطفال دون سن الخامسة، معارضة من المتدينين المحافظين، الذين يعتقدون أن اللقاح يصيب أطفال المسلمين بالعقم. وقد بدأت حملة التطعيم الثانية ضد شلل الأطفال لهذا العام في وقت تكافح فيه البلاد لخفض الإصابات اليومية المتزايدة بكورونا، والتي تجاوزت أربعة آلاف حالة في اليوم.