تواصل مصر محادثات مع ألمانيا فى إطار مساعيها لاسترداد تمثال الملكة نفرتيتى، الذى يرجع إلى 3400 عام. وقال زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار فى مصر لوكالة رويترز إنه سيجتمع فى 20 ديسمبر مع مديرة قسم البرديات المصرية فى متحف برلين الجديد، حيث يعرض التمثال الشهير الذى يجتذب مئات الملايين من الزوار من شتى أنحاء العالم. وقال حواس «الشىء الوحيد الذى سنناقشه هو ما اذا كان لدى المديرة أى أوراق قانونية تبين أن تمثال نفرتيتى خرج من مصر بطريقة شرعية». وأضاف: «جميع الأدلة التى جمعتها إلى الآن توضح أن تمثال نفرتيتى خرج من مصر بطريقة غير شرعية». وجهود حواس لاستعادة تمثال نفرتيتى من بين أولويات حملة لإعادة آثار فرعونية من بينها حجر رشيد الموجود الآن فى المتحف البريطانى تقول مصر انها نهبت من البلاد على أيدى أجانب. وقال حواس إن من المتوقع أن تقدم فريدريكا سيفريد المسئولة فى متحف برلين أدلة تثبت الحصول على التمثال بطريقة شرعية ولكنه قال إن مصر ستوضح كيف أخرج التمثال من البلاد من خلال خداع المصريين بشأن أهميته. وعُثر على تمثال نفرتيتى عام 1912 فى تل العمارنة، وهو موقع مدينة أخيتاتون التى أنشأها الملك أخناتون زوج نفرتيتى عاصمة لمصر فى عهد الأسرة الثامنة عشرة فى عصر الدولة الحديثة، ولم تعش كعاصمة إلا فترة وجيزة فى التاريخ، وظهر التمثال فى ألمانيا فيما بعد. وقال حواس إن مصر مستعدة للتفاوض على منح ألمانيا قطعا أثرية أخرى مقابل التمثال، لكنه لم يكشف عن القطع التى قد تعرضها مصر. وأضاف أن الحكومات الألمانية المتعاقبة رفضت طلب مصر إعادة التمثال الذى تكثر فى العالم الصور المصنوعة أو المرسومة على شاكلته. وقال حواس: «يمكننى أن أتفاوض. لا أعارض المتاحف أو عرض القطع الأثرية للجمهور.. يمكننى أن أرسل لهم قطعا أثرية فى المقابل». وقال إن برلين تتردد فى اعارة مصر التمثال لعرضه فى بلده، لأسباب من بينها أنها تخشى عدم توفر منشآت مناسبة لعرض هذا الأثر النفيس. لكنه أوضح أن مصر لديها الآن الكثير من المتاحف المناسبة لعرض القطع الأثرية النادرة، مضيفا أنه يريد عرض تمثال نفرتيتى فى متحف تم الانتهاء من تشييده أخيرا فى المنيا وهى المحافظة التى تضم تل العمارنة. وتعهد حواس بالسعى الحثيث لاستعادة قطع أثرية أخرى مهمة يقول انها أُخذت من مصر بطريقة غير شرعية. واضاف أنه سيواصل العمل على استعادة آثار أخرى من بينها حجر رشيد الذى يحمل نصا مكتوبا بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية وساعد على فك رموز الهيروغليفية أوائل القرن التاسع عشر. كما تطالب مصر باسترداد تمثال للمهندس الذى بنى الهرم الأكبر المعروض فى متحف رويمر بليزايوس فى هيلدشايم فى ألمانيا ولوحة من معبد دندرة معروضة فى متحف اللوفر فى باريس وتمثال نصفى للمهندس الذى بنى هرم خفرع من متحف الفنون الجميلة فى بوسطن بالولايات المتحدة. وقال حواس «اذا كان لدى دليل على أن هذا التمثال أو هذه اللوحة مسروقة من مصر فهى من حقى».