فقدت قارة أفريقيا فرصة التقدم بطلب لاستضافة بطولة ثانية لكأس العالم لكرة القدم رغم أن الفرصة كانت مهيأة لها لتحقيق هذا الأمر ، وذلك بعد أن انقضت المهلة التي منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى جميع دول العالم من أجل تقديم طلباتها لاستضافة مونديالي 2018 و2022 دون تقدم أي دولة أفريقية بطلب للتنظيم. وأعلن الفيفا أن عدد الدول التي تقدمت بطلبات رسمية لتنظيم مونديال 2018 أو 2022 بلغ 11 مرشحا ، وكانت لوائح الفيفا قد نصت على استبعاد أفريقيا من التقدم بطلبات ترشيح لنيل استضافة مونديال 2018 تحديدا ، مع فتح الباب أمام دول هذه القارة لتقديم ملفات لاستضافة مونديال 2022 فقط. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." في تقريرها عن هذا الموضوع أن مصر كانت الدولة الأفريقية التي كان يعتقد بأنها يمكن أن تنال حق استضافة مونديال 2022 ، وخاصة بعد قيام الفيفا بوضع اسم مصر ضمن الدول التي وصفها بأنها مرشحين محتملين لإبداء اهتمامهم بتنظيم بطولة 2022 ، إلا أن الاتحاد المصري لكرة القدم – والكلام لل"بي.بي.سي." نفى بشكل متكرر وواضح وجود أي نية لدى مصر لتقديم طلب استضافة المونديال. وكانت مصر قد استبعدت بصورة غريبة من تنظيم مونديال 2010 لحساب جنوب أفريقيا ، ولم تحصل على أي صوت في عملية التصويت النهائي التي جرت بين أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا ، وذلك على الرغم من أن التقارير الفنية التي أعدها الفيفا عن استعدادات مصر وباقي الدول الأفريقية التي تنافست على استضافة مونديال 2010 كانت متقاربة كثيرا ، وخاصة بين ملفي مصر وجنوب أفريقيا ، وتردد أن هناك أغراضا أخرى وراء قرار الفيفا لمنح حق تنظيم البطولة إلى جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من تقرير البي.بي.سي. ، فإن مصر لم تكن تملك فرصة جيدة بالفعل لتنظيم مونديال 2022 ، ليس بسبب نقص إمكانيات أو قدرات ، لأن الفيفا يدرك جيدا أنه هذه الأمور لم تكن وراء حصولها على "صفر" من الأصوات في عملية التصويت لصالح جنوب أفريقيا ، وذلك لأن الفيفا لم يعلن أن مونديال 2022 سيقام في أفريقيا بمفردها ، وهو ما يعني أن مصر أو غيرها ستخوض مواجهات غير متكافئة مع دول أخرى في تنظيم هذا المونديال ، من بينها إنجلترا مثلا التي أعلنت أنها تريد تنظيم مونديال 2018 "أو" 2022 ، وسنتوقع أيضا أن تنقل الدول الخاسرة في سباق 2018 ملفاتها تلقائيا إلى سباق 2022! وبعد قفل باب الترشيح للمونديالين ، أصبح عدد الملفات المقدمة لتنظيم مونديال 2018 تسعة ملفات هي : إنجلترا وروسيا وأستراليا والولايات المتحدة واليابان والمكسيك وإندونيسيا ، إضافة إلى ملفين مشتركين لكل من : البرتغال وإسبانيا ، وهولندا وبلجيكا ، ولم يتقدم لتنظيم مونديال 2022 سوى دولتان آسيوتان هما قطر وكوريا الجنوبية. ومن المقرر أن يختار الفيفا الدول التي ستفوز بحق استضافة البطولتين في ديسمبر 2010 ، أي بعد أشهر من انتهاء مونديال جنوب أفريقيا ، مع الوضع في الاعتبار أن مونديال 2014 سيقام في البرازيل. وتقول لوائح الفيفا أيضا إنه يجب أن تكون الدولتان الفائزتان بشرف استضافة مونديالي 2018 و2022 من قارتين مختلفتين. وتشترط لوائح الفيفا أيضا توافر عدة شروط في الدولة المتقدمة لطلب لتنظيم المونديال ، أبرزها توافر 12 استادا على الأقل بسعة 40 ألف مشاهد كحد أدنى لكل منهم ، مع توافر استاد بسعة 80 الف مشاهد على الأقل ، وغير ذلك من الشروط الخاصة بالفنادق والانتقالات وتوافر الأمن والرعاية الصحية والدعم السياسي وغير ذلك. ومن جانبه ، علق السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا على كثرة عدد الدول المتنافسة بقوله : "إننا سعداء للغاية بالحماسة الكبيرة على هذه البطولة" ، مضيفا أن "جميع الدول التي أعربت في السابق عن رغبتها في الاستضافة قدمت ملفاتها رسميا".